د.عبدالعزيز الجار الله
لكل دولة بيئتها التي تحميها بعد الله العلي القدير، تحميها من العواصف والتيارات المائية والمتغيرات المناخية على مدى العصور، فالإعصار (ميكونو ) 2018م الذي يضرب هذه الأيام سلطنة عمان وجمهورية اليمن وجنوب السعودية وتقدر سرعة رياح الإعصار بـ(167) كم/ساعة، ومصدره المحيط الهندي عبر بحر عمان وبحر العرب تعد عواصف المحيط من العواصف السنوية تضرب شواطئ بحر عمان وبحر العرب بشكل سنوي لكن هذا العام كانت عاصفته قوية جدًا دخلت حدود المملكة، لذا تقل المدن والتجمعات السكانية على طول سواحل عمان واليمن بسبب الأعاصير الموسمية التي تضربها سنويًا وخلال هذه الفترة من كل عام نهاية الربيع وبداية أشهر الصيف.
من العوامل الطبيعية التي تحمي الدول بعد حفظ الله لها من الظواهر، هي ظواهر السطح جنوب السعودية المقابلة أو التي تتأثر بعواصف المحيط الهندي وبحر عمان وبحر العرب حيث تشكل ظواهر السطح:
- جبال الحجر في عمان السلسلة الممتدة من الخليج العربي عند مضيق هرمز شرقًا وتمتد غربًا حتى تصل إلى جبال السروات في نجران، والسروات جزء من سلسلة الجبال الغربية الممتدة من جنوب السعودية نجران وجازان حتى شمالها عند تبوك، التي تعد السروات مع جبال الحجر فواصل طبيعية توقف الأعاصير وتحولها من قوة تدميرية بإذن الله إلى عواصف مطرية أقل ضررًا.
- رمال الربع الخالي الذي يشكل فيه الربع الخالي تقريبًا ربع مساحة السعودية، التي تبلغ المساحة الكلية للسعودية نحو مليوني كيلو متر مربع تمثل السعودية نحو 70 % من مساحة شبه الجزيرة العربية، وأيضًا ربع مساحة الجزيرة العربية التي تبلغ نحو 2.8 كم مربع، وهي المنطقة اليابسة التي تقلل من اندفاع العواصف البحرية وتوقف حدتها.
- حاجز اليابسة والمرتفعات الرملية والهضاب المتعاقبة تقلل من قوة العواصف لو دخلت الأراضي السعودية فبالإضافة إلى جبال الحجر والسروات ورمال الربع الخالي هناك مظاهر سطح أخرى تعقبها هي: هضاب نجران وعسير والصمان ومرتفعات جبال طويق، ورمال الجافورة والدهناء، وسبخات كبرى في عمان والسعودية مثل سبخة مطي في السعودية.
هذه العوامل الطبيعية التي تحمي بإذن الله جنوب السعودية وشرقها وغربها من تأثيرات عواصف المحيط الهندي، فهي إلى جانب الحماية تسمح بإنشاء المدن والتجمعات السكانية.