عثمان أبوبكر مالي
اقترب العد التنازلي لانطلاقة مباريات المونديال العالمي (نهائيات كأس العالم لكرة القدم) في من الوصول إلى نهايته، أربعة عشر يوماً فقط تفصل بيننا وبين انطلاقة صافرة اللقاء التاريخي للأخضر، في المباراة الافتتاحية أمام المنتخب الروسي صاحب الاستضافة والأرض والجمهور.
مع اقتراب الساعات الحرجة والمنتظرة، انتهى كما يفترض وقت (الشيل والحط) للجهاز الفني للأخضر بقيادة الأرجنتيني (خوان انطونيو بيتزي)، ذلك واضح للمتابع البسيط من خلال مباراة الاثنين التجريبية الأخيره التي خاضها أمام منتخب إيطاليا في معسكر سويسرا، ويمكن لأي متابع أن (يخمن) القائمة النهائية التي ستقدم السفراء (فوق العادة) لتمثيل الأخضر في موسكو، المتبقي هو (اعتماد) التشكيلة النهائية للمباراة الاستهلالية، والتي ستحدد بشكل قاطع في الودية الأخيرة أمام منتخب ألمانيا.
في هذا الوقت يفترض أيضاً أن يتوقف (الحط والشيل) من قبل الإعلام الرياضي وحتى الجمهور السعودي عن الأسماء واللاعبين المختارين واللاعبين الذين سيغادرون القائمة، ناهيك عن الشيل والحط حول من يلعب ومن لم يلعب، ومن يستحق اللعب من عدمه، فلم يعد هناك من هو مخول لأن يطلب أو يستبعد أو يقرر اللاعب الأصلح لكل مركز، واللاعب الأولى أن يكون أساسيًا أو يجلس على دكة البدلاء؛ سوى المدير الفني للمنتخب السيد بيتزي، فهو صاحب القرار وهو من يتحمل المسؤولية كاملة، وهذا الأمر ليس خاصًا بالأخضر والكرة السعودية، وإنما هو (قاعدة عامة) لكل منتخب يعمل بنظام واحترافية ومبدأ القدرة والصلاحيات التي يمتلكها المدير الفني للمنتخب - أي منتخب - بما في ذلك منتخب البرزيل.
في البرازيل (أكثر المنتخبات فوزًا بكأس العالم) يتحول كل الشعب إلى مدربين ونقاد مع كل قائمة يتم استدعاؤها لارتداء قميص (السيليساو) يحصل جدل كبير حول اللاعبين المختارين والمستبعدين والتشكيلة الرئيسة ومن يستحق ومن لا يستحق، ويصل الحوار إلى أعلى مستوى، ومع ذلك يحتفظ (المدير الفني) للمنتخب بـ (حقه) بأن يكون صاحب القرار النهائي مهما كانت النتائج، ولا يستطيع حتى رئيس الدولة التدخل لتغيير قراره في (الشيل والحط)، لأن ذلك عمل المدرب وهو (أفهم) فيه وهو من يتحمل المسؤولية في الأول والأخير.
كلام مشفر
« في الثامن من يونيو القادم ينهي الأخضر السعودي مبارياته الودية الأخيرة في مرحلته الخامسة قبل المونديال، وهي مرحلة التسخين (الإحماء) الأخيرة التي بدأت بمباراة إيطاليا، وفيها ارتفع سقف الثقة في اللاعبين، ودرجة الإيمان بقدرتهم على تحقيق شعاره الكبير (تقدر يالأخضر) بعد المستوى الذي قدموه في الشوط الثاني أمام المنتخب الأزوري.
« انتهاء مرحلة الشيل والحط لا تعني توقف الانتقادات التي تشير إلى الأخطاء في اللعب والأداء وحالات القصور الفني، خاصة من قبل المحللين والفنيين المتمرسين، دون المطالبة بالإقصاء أو الإبعاد، فوجهة نظري أن النقد الصحيح هو وقت العمل والصعود لدعمه وتقويته، وذلك بتوضيح السلبيات لتجاوزها وليس لتكسير المجاديف.
« مواكبة قوية ومشرفة تقوم بها القناة الرياضية السعودية مع مرحلة الإحماء للمنتخب الوطني في مرحلة الإعداد الأخيرة بأسماء شابة مؤهلة تعمل بحيوية ونشاط وتضع كامل خبراتها لتقدم للمشاهد وتضعه في الحدث بأدق التفاصيل، وننتظر الأكثر في المونديال.
« لي ملاحظة على التعليق، ياليت الزملاء يقللون كثيراً من (الكلام الإنشائي) المكرر والمحفوظ عن المشاركات السابقة للأخضر، ويكون الحديث عن المباراة وتحديدًا عن المستطيل الأخضر وما يجري فيه.
« عدد سكان البرازيل أكثر من (207.7) مليون نسمة، يتحول معظمهم إلى مدربين ونقاد مع كل قائمة، ومع ذلك لا يستطيعون غالبًا أخذ قرار (شيل وحط) حيث يبقى القرار للمدير الفني فقط، وهناك أمثلة على ذلك، فعلى سبيل المثال قبل مونديال عام 1998م في فرنسا تعرض المدرب الشهير ماريو زاجالو(ومساعده زيكو) لضغط كبير بغية أن يضم المهاجم البرازيلي الكبير (روماريو) لقائمته، لكنه رفض بحجة أنه غير جاهز بدنيًا.
« وتعرض للموقف نفسه سلفه (فيلبي سكولاري) قبل مونديال 2002م في كوريا واليابان ومع اللاعب نفسه، وكان (هداف البرازيل في التصفيات) لكن سكولاري رفض ضمه في النهائيات (لأسباب انضباطية) ولم تفلح كل محاولات ملاييين الشعب البرازيلي الكروي، ولا مؤتمر اللاعب الصحفي ودموعه، ولا تدخل الرئيس البرازيلي (آنذاك) فرناندو كاردوسو في الضغط على المدرب وتغيير قراره، وفي المونديال فازت البرازيل بالبطولة، وأصبح سكولاري بطلاً، وتلك آخر مرة حققت فيها اللقب حتى الآن، وهو الخامس لها.