هالة الناصر
لا شك بأن قضية التحرش من القضايا المهمة التي يجب القضاء عليها، حيث إنها لا تليق بمجتمع مسلم ويفترض به أن يكون قدوة حسنة في التعامل مع الآخرين وبالذات عند التعامل مع النساء اللاتي كرم الله سبحانه صورتهن وحفظ لهن كرامتهن بتعاليم الشرع الحنيف. الإحصاءات التي أعلنت عن حصيلة التحرش في العام الماضي ونصف السنة الحالية لا تدعو إلى القلق بشكل كبير، حيث إنها أرقام غير مخيفة وغير مقلقة مقارنة بالجرائم الأخرى التي تصل إلى أرقام مخيفة تحتاج إلى قوانين صارمة تقطع دابرها. إذاً يجب أن يسبق أي قوانين جديدة حملة توعية كبيرة، لأن الهدف من سن القوانين هو حماية الناس وتحقيق نتائج إيجابية، وحملات التوعية الاجتماعية قبل سن القوانين وبالذات تلك القوانين التي تخص المجتمع تحقق نتائج إيجابية بشكل مضاعف وإيجابي يجعل سن القوانين فيما بعد أمرًا سهلاً يسهم بشكل كبير بسرعة انضباط الناس وامتثالها للقوانين. غالبية الشباب السعودي نشاهدهم أثناء السفر في الخارج يمتثلون بالأنظمة المرورية والاجتماعية بشكل يدعو للإعجاب، كما شاهدناهم أيضًا بعد السماح لهم بالتواجد في الأسواق وحضور المناسبات والحفلات لم يصدر منهم أي قضية تحرش أو غيرها وصلت للجهات الأمنية. ما زلت أذكر الاحتفال باليوم الوطني المجيد الذي أقيم في شارع التحلية بالرياض، حيث تواجد أكثر من مائة ألف شخص بين رجل وامرأة رسم الشباب السعودي خلال هذه الاحتفالية أروع الأمثلة الحضارية، وأسهم بشكل كبير في نجاح جميع الفعاليات والمناسبات، وأثبت بأنه شباب متحضر ومثالي عكس ما كان يُشاع عنه بأنه غير منضبط وبحاجة ماسة ودائمة لرجال شرطة دينية يضبطون تصرفاته وكأنه ذئب بشري ينتظر أي فرصة للانقضاض على فريسته. المبالغة في تصوير الشباب السعودي على أنه متهور وغير جدير بالثقة أمر أولى بالمعالجة أولاً قبل أي شيء آخر، كما أن هناك نوعًا من البشر السلبيين الذين مهمتهم تعميم الحوادث الفردية التي تحدث من بعض الشباب على أنها تمثل المشهد الكامل والصورة الحقيقية للمستوى الأخلاقي لشبابنا، وهذا خطأ آخر. أرقام حالات التحرش وغيرها أرقام ضئيلة قياسًا بالدول الأخرى وقياسًا بالنسبة الكبيرة التي يمثلها شبابنا من سكان الوطن.