فن الرسائل الأدبية من أهم الفنون. وكتاب (رسائل الأدباء السعوديين في الأدب والنقد والحياة) تأليف أ. أحمد بن سعد السعد يلقي الضوء على جانب من رسائل الأدباء. يقول المؤلف: إن المتتبع للحركة الأدبية في المملكة يلحظ بدهشة الابتعاد عن تقصي هذا الجانب المهم، وهو فن الرسائل الذي يعاني جحودًا من أغلب الباحثين والدارسين.. ما عدا رسالة دكتوراه للباحث حمدان الحارثي.
ويبدو أن ذلك ليس إهمالاً سعوديًّا محضًا بل هو نسق عربي عام؛ إذ لم نشهد كتبًا تتناول فن الرسائل بشكل خاص إلا في حالات قليلة جدًّا.
وهذا الكتاب ينهض بجميع رسائل أدباء المملكة العربية السعودية منذ تأسيس البلاد حتى يومنا هذا للإسهام في تاريخ أدبي أصيل.
يقول المؤلف في جزء من الكتاب: أرسل الأستاذ حمد القاضي رسالة إلى صديق قديم له، بدا عليه التشاؤم من واقعه الذي يعيشه، فكتب له: يا صديقي، اطمئن كثيرًا؛ فلا يزال في القلب مساحة كبيرة من الحب والرومانسية والأحلام رغم كل تراكمات المادة وغشاوة المدنية في هذا الزمن المقلوب.
وتضمن الكتاب رسائل كتبها الأديب حمزة شحاتة لابنته شيرين.. وقال عزيز ضياء: إن حمزة شحاتة من القلة القليلة في هذا العصر في الأدب العربي الذين يعنون عناية فائقة، تكاد تكون متخصصة بأدب الرسائل، ولعل الذين يحتفظون برسائله يرون الآن كيف يندر أن تخلو رسالة من رسائله إليهم من ومضان فكره وفلسفته وآرائه وسخريته.. وهو ينطلق في هذه الرسائل على سجيته، وكأنه يجد فيها المدى الأوسع لحرية الكلمة التي لا يجدها في مجال آخر.
الكتاب صدر عن النادي الأدبي بالرياض، وجاء في 366 صفحة من الحجم الكبير.. واشتمل على رسالة اعتذار من حمد الجاسر إلى عبدالقدوس الأنصاري، ورسائل متبادلة بين أبرز الأدباء مثل عبدالله عريف والجهيمان ومحمد حسين زيدان وأبو عبدالرحمن بن عقيل وعبدالله خياط وابن خميس وغازي القصيبي والتويجري وعبدالعزيز خوجة والرفاعي والعطار وأبو تراب والسباعي وعبدالله الجفري وحسين سرحان والغزاوي والقرعاوي.. وعدد آخر من أدباء المملكة.