عبد العزيز الصقعبي
لا يعني الجميع ما المسلسلات التي أتابعها. بالمقابل لا أدري لماذا هذا الهوس لتقديم المسلسلات في شهر رمضان المبارك من قِبل الفضائيات العربية، حتى قناة غصب الجديدة بدأت مسيرتها بكمٍّ هائل من المسلسلات، وبالذات في أوقات الذروة مع برنامج مسابقات.. وليس هذا فقط. وهنا لا أتحدث عن هذه القناة والقنوات السعودية الأخرى، بل كل القنوات الفضائية التي تعرض تلك المسلسلات أكثر من مرة خلال الأربع والعشرين ساعة لتغطية فترة البث. وبالطبع الغرض تجاري بحت، بمعنى البحث عن المعلنين. وغالباً يكون مدة الإعلانات ضِعف مدة المسلسل أو البرنامج.
أنا لست ضد الدراما.. بل أحب أن أتابع ما هو جيد منها، وهو - للأسف - نادر. وأستاء من تلك الدراما التي تبني حكايتها على أحداث شاذة. وأنا هنا لا أتحدث مطلقاً عن «العاصوف»، ولكن أقولها - للأسف - كثير من الأعمال الدرامية الكويتية جعلتنا نترحم على رواد الفن في الكويت، الذين أمتعونا في زمن سابق من خلال مسلسلات خالدة، يأتي في مقدمتها درب الزلق والأقدار وخالتي قماشة وغيرها. ولا أستغرب عندما يخبرني أحدهم بأنه يتابع مسلسل «الحيالة» الذي يعرض في إحدى الفضائيات متزامناً مع عوض وبلا فلتر. وقد استبعدت العاصوف حالياً؛ لأن هنالك جدلاً كبيراً حول هذا المسلسل. وأنا أنظر له من سياق درامي، وليس كما يراه كثير من المشاهدين أنه تصوير، أو بالأصح تأريخ لمرحلة سابقة.
وفي الأسبوع الماضي تحدثت عن أهمية الدراما، وهي من القوى الناعمة، وأشرت إلى مسلسلات تعتمد على الحلقة الواحدة أو حلقات محدودة. وهنا أتحدث عن عوض وبلا فلتر وشيرشات. ولا أدري لماذا تلك العناوين عموماً؟! هنالك حلقات معقولة، ولكن بعضها - للأسف - «سلق». وهذه الكلمة معروفة لدى الجميع، بمعنى ناقش قضية أو قُلْ قصة والسلام. شاهدت بعضها، وكنت أتمنى لو كان هنالك مشروع أكبر وأفضل، يجمع أولئك النجوم الذين أحترمهم وأثق بقدرتهم الإبداعية في مجال التمثيل، وأثق أيضاً بحبهم للفن والدراما بالذات، وحرصهم على الوجود في شهر رمضان ولو من خلال مشهد تمثيلي بسيط.. ولكن أكرر رجائي لهيئة الإذاعة والتلفزيون بالتخطيط لتقديم أعمال متميزة في المستقبل. أعود لأمر آخر، هو التوجه فقط للمسلسلات، وعدم وجود برامج ثقافية مفيدة وممتعة. قد يقول البعض إن هنالك برامج تلتقي ببعض الفنانين ونجوم الإعلام الجديد، وأقول: ما الذي تضيفه سميرة توفيق أو أحلام أو داليا وزوجها الأمريكي على مدى أكثر من ساعة في ليلة رمضانية؟! أعتقد أنها معادلة صعبة لتقديم المفيد والممتع، ولكن مع ذلك نقف ضد تكريس الرديء، ولاسيما أننا في مرحلة تحول حضاري، يعتمد على رؤية جديدة، ويهتم بجودة الحياة، وهذا ما لم تحققه الفضائيات المحلية، ولم تكرسه دراما نسق طاش.