حميد بن عوض العنزي
** القطاعات غير الربحية كثيرة ومتنوعة ولديها برامج ومناشط كثيرة جدًا يمولها أصحاب التبرعات والداعمين من أهل الخير، وهذه الأعمال النافعة هي جزء مهم من قنوات التنمية التي تعزز كيانات القطاع الثالث أو غير الربحي الذي سيكون له دور أساسي في رؤية المملكة 2030، وهو ما يتطلب تنظيم هذا القطاع وتعزيز التجارب الناجحة ومعالجة المتعثرة وتعظيم المردود التنموي من مختلف مؤسسات هذا القطاع سواء جمعيات أو مؤسسات أو لجانًا متخصصة في تقديم برامج لفئات معينة من المجتمع.
** فئة المرضى فئة غالية على الجميع وهناك من تكالبت عليه ظروف المرض وظروف المعيشة، ولا بد من دور للجمعيات في التخفيف من تلك الظروف، ولدينا تجربة ناجحة تتمثل في لجنة أصدقاء المرضى بمنطقة الرياض وهي واحدة من أنشط اللجان التي لديها تواصل منظم ومحفز مع الداعمين وبرامجها تلامس معاناة هذه الفئة، وما يميز اللجنة أنها بدأت تستشرف المستقبل من خلال عمل مؤسسي في مجال استثمار العوائد فهي تعمل خلال الدورة الجديدة على تجهيز أوقاف تتجاوز قيمتها الـ30 مليون ريال من أجل ضمان استمرار برامج اللجنة وفعالياتها وخدماتها للمرضى المحتاجين، وبما يضمن الاستدامة لأعمالها ومصادر تمويلها بما ينعكس على الفئات التي تخدمها، عبر 12 برنامجًا، لكل منها أهدافه وفئاته، واللجنة تصرف للمرضى المحتاجين مساعدة مالية في أكثر من 20 مستشفى ومركز كلى، كما تؤمن الأجهزة والمعدات الطبية بعد توصية من الطبيب المعالج بالمستشفى، ولديها برنامج تأمين الأطراف الصناعية (أيدي وأرجل ومرافقاتها) للمرضى المحتاجين، كما توفر اللجنة «سكن» للمرضى المحتاجين القادمين من خارج مدينة الرياض.
** مثل هذه الأعمال الخيرية بحاجة الى مزيد من العمل التوسعي والتنموي والدعم المادي واللوجستي والتطوعي، إضافة إلى تعزيز أجهزتها التنفيذية بما تحتاجه من أدوات وخطط وقوى بشرية، وهذه ليست معيقة باذن الله في ظل كثرة الرابحين مع الله في مجتمعنا.