فهد بن جليد
المُكوِّن الرئيس لتكاليف السفر للخارج هي ثلاثة محاور (أسعار تذاكر الطيران + قيمة الإقامة والتنقل + مصاريف التسوق والشراء والمطاعم والترفيه بأنواعه)، لذا يمكنك تخفيض إجمالي تكاليف رحلتك بنسبة 50 في المائة، متى ما استطعت ضبط المحورين الأول والثاني (التذاكر والسكن)، وتقنين المحور الثالث دون أن تفقد المُتعة ولذة السفر، هذا بكل بساطة ما ستجنيه من التخطيط المُبكر للرحلة (المفهوم الغائب) عند كثير من المُسافرين السعوديين، والذي نراه مُشاهَد مع بداية إجازة الصيف كل عام، نتيجة التأخر في تحديد التواريخ والوجهات, فالثقافة السائدة عند مُعظم (سياحنا) أنَّنا نُقرِّر السفر في اللحظات الأخيرة -لأسباب مُتعدِّدة- وندفع مُقابل ذلك أسعار مُلتهبة لتذاكر طيران في مواعيد قريبة، وتكاليف مُرتفعة لحجوزات الفنادق المُمتلئة، بينما يُسافر معنا على نفس الرحلات، ويسكن معنا في ذات الفنادق، سياح آخرين دفعوا (أقل بكثير)؟ لأنَّهم ببساطة (خططوا وحجزوا) مُبكراً.
نفتقر إلى وجود جهات توعوية تدعم هذه الثقافة وتُساهم في نشرها، فلا توجد لدينا جهة تُقدم نصائح وطُرق التخطيط للسفر بالشكل الصحيح (لنصل إلى ما نُريد بأقل ما يُمكن)، وهذا الدور الغائب يُفترض أن تلعبه وتقوم به (وكالات السفر) ومن في حكمها، لتستفيد وتربح أكثر نتيجة التخلص من الضغط الذي يتكرَّر مع كل موسم، كما أنَّ التخطيط الصحيح لميزانية السفر، والتخلص من ثقافة (السياحة بالقروض)، قضية أخرى تقع مسؤوليتها على عاتق التوعية المصرفية لعملاء البنوك السعودية الذين يتكبَّدون خسائر سنوية كبيرة جداً جراء الاستخدام الخاطئ للبطاقات الائتمانية، أو طلب قروض آنية وعاجلة للسفر، بينما يمكن أن يقدم البنك خيارات أخرى مُحفِّزة بتكاليف أقل، تُساعد العميل وتمكِّنه من اختيار الوقت المُبكِّر والمُناسب، بالتخطيط بميزانية رشيدة للسفر, بدلاً من استغلال الموسم بالترويج لعروض وإغراءات تتسبَّب بقرارات خاطئة وعاجلة يدفع ثمنها (المُقترض) بعد العودة من السفر.
ادفع قيمة التذاكر قبل ثلاثة أشهر، واحجز الفندق قبل شهرين، وابتعد عن قرارات اللحظة الأخيرة التي لا تصدُر من (السائح الناضج)، فالغالب أنَّها تعكس فوضوية الحياة، فمن يدفع السعر الأعلى دائماً ؟ هم أصحاب الدخل الأقل، ممَّن يعتمدون على (القروض، والسلف، وقطات الجمعيات) للحصول على لقب (سائح) لمُحاكات وتقليد أصحاب (الدخل الأعلى) الذين يُخطِّطون للحصول على السعر الأقل دائماً، جرِّب في المرة المُقبلة أن تخفض تكاليف رحلتك إلى (النصف)، وستعتمد التخطيط في كل مرَّة.