الدموع غالية عزيزة، وخاصة حين تكون عن الملك عبدالعزيز فما بالك إذا حدرت من زعيم وإمام يتسنّم هرم القيادة ويعتلي هامات المجد والعز والبطولة.. أفنى عمره في خدمة دينه ووطنه، في ظل والده معزي باني كيان الأمة في القرن التاسع عشر وتتلمذ على يد عزوته سعود، فيصل، خالد، فهد، عبدالله.. «رحمهم الله» وكان الحاكم غير المتوج حين كان أميراً للرياض.. ذا خلق جم وتواضع حازم قريب من المواطن والمقيم يتلمس احتياجهم ويعيش همومهم وأدق تفاصيل معاناتهم.. يتوافدون عليه يومياً في ديوان الإمارة وأسبوعياً في قصره ليسمع منهم مباشرةً ويتحاور بكل أريحية وتواضع ليحل ما استشكل عليهم بكل يسر وسهولة، متابع لما ينشر على وسائل الإعلام ليفيد ويستفيد.. حريص على الوقت يحضر على الموعد.. وهذا ما يعرفه كل من سنحت له فرصة العمل والتعامل مع جامعة سلمان.. على مدى أكثر من ثلث قرننا الحالي..
ذا تركيز عالٍ يعطي كل أمر حقه، مثال ذلك أنه يجيب عن أي سؤال أو استفسار عن الحدث أو المناسبة في وقتها ولا يتيح المجال لأي أمر آخر، وهذا الأمر يعرفه مراسلو وسائل الإعلام فلا يسأل أحدهم إلا عما يتعلق بالحدث في حينه..، وبين كل هذه المهام والمسئوليات الجسام التي يتصدى لها.. يخصص من وقته الثمين مساحة للجمعيات والمشروعات الخيرية لمتابعة ودعم وتحفيز المسئولية الاجتماعية لدى الآخرين.. ويسّرع من عجلة التنمية والتجديد فاني أكاد أجزم بأنه أكثر من تواصل وتعايش مع إنسان هذه البلاد الكريمة بكل تشكيلاتها وتمايزها بصدق وحب وإخلاص وبادلناه نفس الشعور في علاقة امتدت على مدى سني عمرنا.. فلا نستغرب من شخصه المهاب هذا التدفق العاطفي وهذه العبرات التي تحدرت في أكثر من موقف ومناسبة.. فأكاد أجزم بأن الجميع قد استشعر هذا الود والحب والعاطفة المتبادلة واقشعرت أبداننا من عبراتك.. الصادقة العزيزة علينا.. فدخلت قلوبنا وتملكت مشاعرنا..
حفظك الله سيدي وأطال عمرك وأنت ترفل بثوب الصحة والعز والتمكين وشد عضدك بولي العهد الأمين أمير الشباب درع الدفاع الحصين محمد الطموح وجميع الأسرة الملكية.. ونعاهدك على الصدق والولاء والفداء لمعقل التوحيد بلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية..
نسأل الله أن ينصر جنودنا المرابطين ويربط على قلوبهم ويتقبل شهداءنا ويشفي مصابنا ويحفظ علينا ديننا الذي هو عصمة أمرنا.. إنه ولي ذلك والقادر عليه.
** **
sh1ksa@yahoo.com