إبراهيم الدهيش
- كنت إلى ما قبل الشوط الثاني أمام مدرسة (الكاتيناتشو) الإيطالية متحفظا في تفاؤلي فيما يمكن أن يقدمه منتخبنا الوطني في مشاركته في روسيا إلا أن ما قدمه في الشوط الثاني بالتحديد أكد أنه بإمكاننا أن نذهب بعيدا وبالتالي ارتفع مؤشر التفاؤل بظهور مشرف يوازي ما لقيه ويلقاه من دعم ومساندة على كافة المستويات بدءا من القيادة العليا حفظها الله مرورا بالهيئة الرياضية وانتهاء بالمؤازرة الإعلامية والجماهيرية.
- كان الأخضر في الشوط الأول بلا هوية واضحة نتيجة للخلل الفني في (توليفة) البدء فظهر مرتبكا يفتقد للتركيز وتنقصه جرأة المبادرة!
- والبطء في التحضير والبناء كانت السمة الغالبة.
- كرة (القوس) الثانية كثيرا ما أزعجت قلبي الدفاع في أكثر من مناسبة.
- واللعب العرضي السلبي ساهم بشكل كبير في وأد انطلاقتنا للأمام.
- وتموضع المدافعين في الركنيات وفي الكرات العرضية صداع مزمن!
- ولا يمكن أن نغفل جانبي (الخوف) و(الرهبة) كونهما برأيي الشخصي (أس) مشكلة الأخضر وإلا فنجومنا لا يقلون فنيا ومهاريا ولديهم القدرة والاقتدارية على فعل الشيء الكثير، وبالمناسبة أجد أنه لا بد من الإشارة والإشادة بخطوة الاتحاد السعودي بالتعاقد مع أخصائي تطوير قدرات وإعداد ذهني - وكنت قد تساءلت في مقالة فارطة وبالنص (لماذا لا يستفيد منتخبنا الوطني من تجربة الفيصلي عندما استعان بالدكتور إبراهيم الصيني أخصائي تطوير قدرات وتنمية بشرية؟) وما دام أنه حصل بقيت استجابة اللاعب الذاتية وتفاعله مع البرنامج هو المطلب.
- صحيح أن التغييرات وتحسين الطريقة وإعادة توظيف العنصر عوامل ساهمت في الظهور المختلف في الشوط الثاني لكن الأهم برأيي الشخصي هو أن نجومنا دخلوا الشوط بعدما استعادوا ثقتهم بأنفسهم وبإمكانياتهم وقدراتهم وتبدد الخوف وزالت رهبة المواجهة وهذا ما يؤكد ما ذهبت إليه سابقا ظهر ذلك في تحركاتهم وجرأتهم وانتشارهم الإيجابي.
- ويبقى من المهم ألا نبالغ في التفاؤل حتى وإن أعطتنا هذه المباراة قدرا من ذلك، فالقادم مليء بالمفاجآت التي نتمنى أن تكون محصلتها في النهاية لمصلحة أخضر الوطن.
رهان (العزم والحزم)!
- لا شك أن رياضتنا تعيش حالة إعادة بناء وإصلاح بعدما أمضت حقبة من العبث والضياع بخطوات جبارة جريئة لا يمكن لمنصف تجاهلها أو تهميشها قام ويقوم بها رئيس الهيئة العامة للرياضة معالي المستشار تركي آل الشيخ بدعم وتوجيه ومؤازرة من أمير الشباب محمد بن سلمان - حفظه الله - بغية تأسيس منظومة شبابية رياضية وطنية (نظيفة) والدخول بها لمرحلة جديدة خالية من شوائب العبث والفساد، الرهان على نجاحها لم يبنى على المغامرة والمجازفة بل (بالعزم والحزم) تتحول إدارتها بفضل هذه المتغيرات المتسارعة والدعم غير المسبوق من النمط التقليدي والعشوائي إلى العمل الاحترافي المؤسساتي المسؤول بتعاملاته وأخلاقياته وخطابه بمنهج جديد متجدد على اعتبار أن سوء التخطيط وعشوائية صناعة القرار خاصة فيما يتعلق بالأمور المالية كانتا معاول هدم دفعت رياضتنا ثمنه غاليا!
- ولأن المال وهو سبب الكارثة أصبح اليوم جزءا من الماضي وبات العمل في الأندية مشجعا وبيئتها جاذبة وأجوائها صحية فلا عذر مقبول لرؤساء الأندية وإداراتها، فالمسؤولية تضاعفت والطموحات تغيرت ومن لا يواكب تلك المتغيرات والمستجدات ويسعى ويحقق طموحات المسؤولين والجماهير فعليه أن يحزم حقائبه غير مأسوف عليه كوننا مقبلون على مرحلة غاية في الوضوح والشفافية عنوانها الأبرز المحاسبة الإدارية والرقابة المالية من باب أن الدعم لن يدوم إلى ما لا نهاية والصنبور سيقفل وبالتالي أصبح من الضروري العمل على إيجاد موارد مالية جديدة لها صفة الاستمرارية واحتواء وكسب أعضاء الشرف والسعي نحو إيجاد آلية قانونية لتفعيل دور الجمعيات العمومية بالأندية مما يمكنها من لعب أدوار إشرافية ورقابية ومتابعاتية ومشاركة فعلية في صنع القرار.
- وفي النهاية.. دمت يا وطني آمنا مطمئنا تحفك دعوات المخلصين من أبنائك الغيورين وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.. وسلامتكم.