«الجزيرة» - فهد السميح:
جاء خبر عودة دوري الدرجة الثالثة لمنسوبي هذه الأندية والرياضيين بمنزلة طوق النجاة بعد أن صُدموا بقرار إلغاء دوري الدرجة الثالثة دون سابق إنذار، ودون وضع معايير، وأُعطيت فترة زمنية للأندية لتحسين أوضاعها. وجاء إعلان معالي رئيس الهيئة الرياضية تركي آل الشيخ بعودة المياه لمجاريها بدوري الدرجة الثالثة بمنزلة عودة الأمل من جديد.
(الجزيرة) بدورها استطلعت آراء مسؤولي أندية الدرجة الثالثة والمهتمين بالشأن الرياضي والخبراء.
في البداية تحدث عبدالله المرشد رئيس نادي كميت بمرات، وقال: شكرًا ثم شكرًا ثم شكرًا لمعالي رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ. والشكر موصول لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل نائب رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، وإلى أصحاب السعادة وكلاء رئيس مجلس الإدارة والمدير العام لإدارة الأندية الرياضية على تعاونهم ووقفتهم معنا. وقال المرشد: لقد بعث فينا معالي رئيس الهيئة الأمل بتأجيل قرار ظالم، عصف بنا في كل اتجاه، ومزقنا كل ممزق؛ إذ لا كرة قدم في ملاعبنا ولا منافسات تنعشنا وتحقق آمالنا وطموحاتنا.. ولما جاء الفرج من روحك المبشرة عادت لأنديتنا وشبابها ومنسوبيها ومحبيها كافة الروح المستبشرة بمستقبل زاهر بإذن الله استبشارًا بوجودك على رأس الهرم الرياضي مهندسًا ومخططًا ومنفذًا.. ودبت الحياة فيها من جديد، ولا خوف على رياضتنا وأنت موجود.
فيما قال رئيس نادي الانتصار برابغ مطر البلادي: أجدد تقديم الشكر الكبير والجزيل إلى معالي رئيس الهيئة العامة للرياضة، وإلى نائب رئيس هيئة الرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، وإلى أصحاب السعادة الوكلاء ورؤساء إدارات الأندية على الجهود الكبيرة كافة التي تقدمونها للنهوض بالرياضة السعودية بألعابها المختلفة كافة. كما أنني أثق بحرص معالي رئيس الهيئة على النهوض بالكرة السعودية نحو نجاح غير مسبوق متأملين أن نكون جزءًا من هذه المنظومة التي يقودها بكل تميز، خاصة أن الرياضة السعودية تشهد نقلة نوعية وفريدة؛ والفضل لله ثم لمعالي المستشار لوقوفه مع أندية الوطن سواسية دون تفرقة. فأنتم معالي رئيس الهيئة قمتم بإعادة صياغة الرياضة من جديد بفكر احترافي عالٍ، نال ولاقى إعجاب الجميع، سواء داخليًّا أو خارجيًّا.
كما لا يخفى عليكم وأنتم في قمة الهرم الرياضي برئاستكم الهيئة العامة للرياضة أن أندية الدرجة الثالثة تابعة لمحافظات بعيدة عن المدن الكبرى، وهي المتنفس الوحيد للشباب، يلجؤون لها لممارسة هواياتهم وتفريغ شحنة طاقاتهم، وأن قرار تراجعكم عن إلغاء دوري «المناطق» الدرجة الثالثة أسعدنا كثيرًا، ونثر الفرح على محيا أهالي وشباب المنطقة. وبتلك المناسبة الجميلة السعيدة تكتمل مسيرة تطور كرتنا ورياضتنا في عهد معاليكم. وأضاف: تجاوبكم واهتمامكم بكل جدية بذلك الأمر غير مستغربَيْن من قِبلكم وأنتم تعملون لاستعادة هوية رياضتنا من جديد.
بينما قال رئيس نادي الشعيب بحريملاء سلمان بن سعيدان: أندية الدرجة الثالثة تعتبر روافد للأندية الكبيرة، وداعمًا للمنتخب الوطني، وتأجيل إلغاء دوري الدرجة الثالثة قرار حكيم جدًّا؛ لأنه سوف يخلق أجواء منافسة قوية جدًّا بين الأندية، إضافة إلى أنه سوف يمنح الأندية فرصة لمراجعة وترتيب أوضاعها بشكل جيد من خلال الدراسة الموضوعية والتخطيط المبكر، وترتيب صفوف اللاعبين استعدادًا لموسم رياضي ساخن جدًّا. ونحن رئيس وأعضاء مجلس إدارة نادي الشعيب نتوجه بالشكر والتقدير لمعالي المستشار/ تركي آل شيخ على استجابته لإعادة النظر في تنفيذ القرار الذي أعاد لجماهير النادي الأمل مرة أخرى في الصعود لدوري لدرجة الثانية. وتابع: كما نتقدم لسعادته بالشكر الجزيل على التغيرات الجذرية الكبيرة التي أحدثها في الرياضة السعودية، وعلى دعمه اللا محدود واهتمامه الكبير وحضوره المستمر وعمله الدؤوب.
فيما قدم رئيس نادي المحمل بمحافظة ثادق عبدالعزيز الشيبان شكره وتقديره لمعالي رئيس الهيئة العامة للرياضة الأستاذ تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ، كما أكد أنه لا خوف على الرياضة بوجود شخصية رياضية بقامة معالي المستشار تركي آل الشيخ التي تعرف مصير كل قرار لمستقبل الرياضة. علمًا بأن استمرار دوري الدرجة الثالثة يأتي وفق منهجية وخطة موضوعة من قِبل الهيئة العامة للرياضة، وهذا يدل على أن العمل مستمر، والتراجع عن القرارات جزءٌ كبير ومهم من التطور الذي نشهده الآن.
فيما قال رئيس نادي السلمية بالخرج محمد المسعود: كان لدى ثقة كبيرة في معالي رئيس الهيئة الأستاذ تركي آل الشيخ أنه سينصف أندية الدرجة الثالثة ضد قرار اتحاد الكرة الذي كان فيه إجحاف لأندية الدرجة الثالثة، ولكن أملنا بالله كان كبيرًا، ثم في معالي المستشار الذي أوجد في الرياضة السعودية حراكًا غير مسبوق بفضل الحرص الكبير الذي يوليه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للرياضة من خلال دعمه غير المحدود. وهذا أمر ملحوظ؛ وهو ما زادنا حماسًا وحبًّا للعمل في الرياضة كمتطوعين لخدمة شباب الوطن الذين تعتبر الرياضة متنفسهم الأول. وقال: لدينا أمل كبير بأن هناك تطورات كبيرة - بإذن الله - ستشهدها أندية الدرجة الثالثة في طل التطورات التي تشهدها الرياضة السعودية من قفزات كبيرة بفضل اهتمام سيدي الأمير الشاب محمد بن سلمان وجه السعد لرياضة السعودية، ومتابعة معالي رئيس الهيئة الأب الروحي لرياضيي البلد، الذي يدرك حجم حاجة شباب البلد للأندية لممارسة هواياتهم في أجواء منظمة وآمنة.
وأشار الخبير الفني المدرب الوطني علي كميخ إلى أن الكرة السعودية لها أهداف كثيرة، منها التطوير والتدريب والمنافسات، كذلك من أهدافها الرئيسية خلق بيئة جاذبة لشباب الوطن ليلتقوا مع بعضهم بين المدن والقرى وغيرها للمعرفة والتواصل وفرص العمل.. ودوري الدرجة الثالثة من أهم ركائز صناعة النجوم والتنافس؛ كون أنديته أكثر الأندية السعودية وجودًا بكل المناطق.. وأعتبرها خطوة جيدة وإيجابية، وتم تلافي الغلطة التي كانت ستحرم كثيرًا من المواهب بإلغائه، وهو متوقع في ظل الحراك الرياضي الذي أوجده معالي تركي آل الشيخ على الأصعدة كافة في ظل دعم سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
فيما ذكر المدرب الوطني سلطان خميس مدرب نادي البطين أن إلغاء قرار إلغاء دوري الدرجة الثالثة قرار وطني قبل أن يكون رياضيًّا؛ فالأندية هي التي تحتضن الشباب، وهي الملاذ الآمن لهم، إضافة إلى أننا في بلاد مساحتها تتجاوز بعض القارات، وذات كثافة سكانية، ومليئة بالمواهب.. فمن غير المعقول الاكتفاء بستين ناديًا في دوري الكبار للمحترفين ودوري الأمير محمد بن سلمان لأندية الدرجة الأولى ودوري الدرجة الثانية. ومن وجهة نظري إن ستين ناديًا قليلة جدًّا على بلد بحجم المملكة. وأقول إنه من المفترض استحداث اتحاد للهواة، وكذلك استحداث دوري للدرجة الثالثة والدرجة الرابعة، ودوري للمناطق. هذه الدوريات هي التي ستصقل اللاعبين والمدربين والإداريين، وستزيدهم بالخبرات بتدرج؛ فكثرة المسابقات ستصقل المواهب، وتزيد الإثارة بين الرياضيين على الأصعدة كافة. وقال: لدي ثقة في معالي المستشار تركي آل الشيخ لتطوير جميع المسابقات ودعمها؛ لكي تواكب النهضة الرياضية التي تعيشها المملكة في ظل الضخ المالي من قِبل حكومة خادم الحرمين الملك سلمان وولي عهده الأمين الأمير الطموح محمد بن سلمان.
وقال المحاضر والمدرب الوطني عبدالله الخالدي: جميل جدًّا التراجع عن القرار، ولاسيما أن الدرجة الثالثة منبع للاعبين، ومتنفس للشباب والمقيمين.. ودوري الدرجة الثالثة بيئة اكتشاف للمواهب.. وكثير من اللاعبين انتقلوا للأندية الكبيرة من أندية الدرجة الثالثة. وطالب الخالدي مسؤولي الأندية بالعمل الجاد للرقي بمستوى أندية الدرجة الثالثة. وأشاد بالتراجع عن قرار الإلغاء، وقال: هذا هو الصواب، وهذا السبيل للتطوير بعدم المكابرة في القرارات المتخذة متى أحسست أن فيها ضررًا. وطالب الكابتن عبدالله في أي قرار عمل أو إلغاء أو تطوير بتشكيل لجنة من الخبراء، وليس من اللاعبين القدامى فقط. أحضر مدربين من الميدان وإداريين عاملين في الأندية باللجنة؛ فلا بد أن تكون لجنة كفاءات، وليست لجنة علاقات. يجب البحث عن المتخصصين والخبراء؛ لأن المرحلة القادمة مرحلة تطوير. وقال في نهاية حديثه: أشكر معالي رئيس الهيئة تركي آل الشيح واتحاد الكرة على التراجع عن قرار إلغاء دوري الدرجة الثالثة.
وأشار المحاضر الآسيوي والمدرب الوطني هلال الرفاعي مدرب نادي المجد بينبع إلى أن قرار الإلغاء أعاد الروح لأندية الدرجة الثالثة، وكذلك أعاد روح المنافسة لأندية الدرجة الثانية. وقال: كان قرار إلغاء دوري الدرجة الثالثة متسرعًان وبدون دراسة مسبقة تساعد على اتخاذ القرار المناسب؛ لأن أندية الدرجة الثالثة تعتبر شريان كرة القدم؛ إذ إن كثيرًا من هذه الأندية تساعد على اكتشاف المواهب للمنتخبات خاصة الفئات السنية. وأشار إلى أن قرار التراجع قرار حكيم، ودليل على تقبُّل القيادة الرياضية الرأي والرأي الآخر، وهو أمر غير مستغرب لما يتمتع به معالي رئيس الهيئة تركي آل لشيخ من بُعد نظر، خاصة أنه يحظى بثقة كبيرة من ولاة الأمر. وأوضح الكابتن أن من أهم سلبيات إلغاء دوري الدرجة الثالثة هو تقليص فرص العمل لعدد كبير من الكوادر التدريبية والإدارية في الأندية.