فهد بن جليد
إنشاء أول وزارة مُستقلة للثقافة في بلادنا، وتعيين الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود وزيراً لها، دلالتان عظيمتان تؤكدان عمق رؤية القيادة السعودية وجديتها في تعزيز حضور الثقافة والهوية السعودية ومنحها المكانة المُناسبة واللائق بها، لتتوافق مع رؤية المملكة 2030، بقيادة أول وزير للثقافة في المملكة بعمر الشباب، ما يعكس حقيقة (حياتنا الثقافية) بكل تحدياتها وطموحاتها، وهو الذي رأس مجلس إدارة مسك للفنون، وعُرِف بإبداعه في كل المناصب التي تقلدها، ممَّا يجعلنا مطمئنين ومُتفائلين كثيراً بنجاحه وقدرته على إدارة العقول الإبداعية السعودية، لتصحيح صورة المشهد الثقافي السعودي محلياً وعالمياً، ببناء القوة الناعمة والمؤثرة التي تتناسب مع حجم ومكانة السعودية (البلد والإنسان).
من اليوم وصاعداً أصبحت الثقافة في بلادنا شيء مُختلف ومُنفصل عن الإعلام -الذي هيمن على المشهد لعقود طويلة- وإن تقاطعت معه في أكثر من مكان، وهو ما يجعلنا نُعوِّل على الوزارة الوليدة ووزيرها في إحداث التطوير والتغيير المطلوب، ووضع الاستراتيجيات التي تُلبي طموح وتطلعات القيادة الرشيدة التي منحت المُثقفين في السعودية -بقيادة وزيرهم الشاب- الثقة الكاملة، ومهدت أمامهم الطريق لتحقيق الحُلم الذي ظل مطلباً للكثير منهم لسنوات طويلة، ممَّا يؤكد على أنَّ قرار الفصل كان صائباً للاهتمام بالثقافة السعودية كمُنجز، وبالمُثقف السعودي كمُبدع، حتى ينعكس ذلك إيجاباً بترتيب البيت الثقافي من الداخل، ووضع استراتيجيات وأهداف مُحدَّدة تعكس صورة الثقافة السعودية ومكانتها وحجمها الطبيعي الذي تستحقه على المستويين البشري والعالمي، فنحن نملك حضارة وثقافة عريقة وحديثة ومتنوعة ومنافسة ومؤثرة تستحق أن تظهر للعالم بشكل يناسب مكانة المملكة وحضورها العالمي، وبمسارات وأفكار وقوالب ثقافية عصرية أكثر جذباً وتعبيراً ومُنافسة وتحرُّراً من قيود وأشكال الثقافة التقليدية، لإبراز الهوية الحضارية الثقافية السعودية بما يتوافق ورؤية المملكة 2030.
السؤال الكبير كيف سيبدأ الوزير؟ ومن أين؟ هل سينطلق أولاً لتصحيح وضع ومكانة المُثقف المُثقل بالكثير من الهموم والاحتياجات، ومنحه المكانة (المهنية) والاهتمام والاستثناء الذي يستحقه ويحلم به (كصانع ومُلهم) للإبداع في بلده؟ أم سيلتفت قبل ذلك إلى المُنتج الثقافي باعتباره المُرتكز الأهم في هذه المُعادلة؟ كلنا ثقة وتفاؤل بقدرة سمو الأمير بدر وفريقه في إدارة وإنجاح عمل (أول وزارة ثقافة في بلادنا) بكل اقتدار وحكمة، لنشهد (غداً ثقافياً) أجمل، وأكثر تأثيراً ورفعة، بما يتناسب مع المكانة اللائقة للسعودية والسعوديين، وبما يعكس رؤية قيادتنا الرشيدة لخدمة الإنسان أولاً.
وعلى دروب الخير نلتقي.