عبدالله العجلان
تتسارع الخطوات التطويرية للسعودية الجديدة، وطن المجد المتجدد والرؤية الحديثة، والأوامر الملكية الأخيرة تجسد بتنوعها هذه الحقيقة على أرض الواقع وبناء المستقبل بأفكار خلاقة وسواعد شابة قادرة على مواكبة الحراك الواسع الشامل في سائر مجالات التنمية، ومنها قطاع الرياضة والشباب والذي يمثل بمكوناته ومقدراته وكوادره ومخرجاته وحجم منسوبيه والمتفاعلين معه والمنتمين لمؤسساته عنصرًا مهماً في بناء وتنمية الوطن، بدليل ما رأيناه في الشهور الأخيرة من قرارات داعمة وتوجيهات سامية من حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين لأجل الارتقاء برياضة الوطن ونقلها فكرًا وممارسة ونتاجًا إلى الاحترافية الحقيقية ومصاف العالمية..
ومثلما سعدنا بالأمر الملكي الحكيم بفصل الثقافة عن وزارة الإعلام ونقلها إلى وزارة مستقلة متفرغة ومهتمة بالشأن الثقافي، فإننا نتطلع لتحويل الهيئة العامة للرياضة إلى وزارة للشباب والرياضة، لتكون متلائمة في اسمها ومسماها وصلاحياتها ودورها الحكومي والشعبي مع زخم ما نراه ونلمسه من عمل جاد وكبير في كثير من التحركات والأفكار والقرارات والألعاب، وفي حجم تأثيرها القوي على المجتمع السعودي بكل أطيافه واهتماماته..
كما أن وجود وزارة للشباب والرياضة سيسهم في توفير مظلة حكومية تتولى هموم واهتمامات وتطلعات الشباب الذين يمثلون الشريحة الأكبر في التركيبة السكانية للمملكة واحتوائهم وصقل مواهبهم وهواياتهم بطريقة مجدية للوطن ونافعة لهم بدنيًا وصحيًا واجتماعيًا ونفسيًا..
حديث كشف الأكاذيب!
نجح الزميل النشط سلطان الحارثي في استضافة أحد رواد ورموز المؤسسة الرياضية الشبابية في المملكة الذين ساهموا في تأسيسها وتنظيمها في بداية الستينيات الميلادية الدكتور الخلوق الخبير صالح بن ناصر، نجح سلطان في كسر حاجز صمته وابتعاده عن الإعلام في السنوات الأخيرة، وفي فتح ملفات وقضايا أثيرت حولها الكثير من المغالطات والافتراء على الدكتور صالح وعلى أندية وأشخاص بسبب آفة الميول والمصالح الشخصية، فكان الحوار حاسمًا لهذه القضايا، وكاشفًا بالحقائق والوقائع والأرقام أكاذيب المفبركين..!
من المؤلم أن يتجرأ إعلاميون على شاشة التلفزيون لا ليقولوا رأيًا يخصهم ويمثلهم بل ليخترعوا قصصًا من نسج خيالهم على أنها حقيقية، وفيها يتجنون ويتطاولون على شخصيات لها قيمتها ومكانتها وإخلاصها في مجال عملها بدلاً من إنصافها وشكرها على خدماتها أو على الأقل تركها وعدم الإساءة إليها، كما سمعنا غير مرة ضد الدكتور ابن ناصر لمجرد أنه كان حازمًا عادلاً لم يسمح بتمرير مخالفات أنديتهم، وها هي الأيام والأحداث تثبت سلامة مواقفه وصحة قراراته، وكيف حاول فيما مضى أن يمنع بعض الأندية من التمادي في فوضى العقود وتراكم الديون، لكنها لم تأخذ تحذيراته بمحمل الجد وروجت وقتها على أنها مواقف عدائية شخصية منه، إلى أن تورطت بها وكادت أن تعصف بها إلى المجهول قبل أن يتدخل وينقذها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ويهتم بها ويتابعها معالي رئيس الهيئة الأستاذ تركي آل الشيخ..
شكرًا للزميل سلطان على هذا الحوار الثري مع قيمة وقامة بحجم ومكانة وتاريخ الدكتور صالح بن ناصر، وبهذه المناسبة نجدد المطالبة ونتمنى من الزملاء الأعزاء مقدمي البرامج الرياضية والمسؤولين عنها أن يكونوا بمستوى المسؤولية والمهنية والأمانة، وأن يحترموا عقلية ومشاعر وذائقة المشاهد، فلا يسمحوا للمتعصبين والمتطفلين على الإعلام الرياضي من ضيوفهم ببث وترويج أكاذيبهم، والنيل من عطاء وسيرة الشرفاء والأبرياء، حتى لا يكونوا شركاء مع الغوغائيين في الأثم ونشر ثقافة التشكيك والتأزيم وقلب الحقائق..!