فهد بن جليد
لن ينسى التاريخ موقف المملكة الشجاع والتاريخي والإنساني في (الستينات الميلادية) عندما تبرعت بمبلغ 50 مليون دولار لإنقاذ أكبر منظمة إنسانية في العالم لمُكافحة الجوع من الإفلاس والإغلاق، بسبب نضوب الموارد المالية وشحها وتوقف الدعم العالمي، مع مباشرتها في بداياتها لكوارث إنسانية كبيرة (زلازل إيران) المُدمِّر 1962م، (إعصار تايلند), عودة أكثر من 5 ملايين لاجئ (بعد إعلان استقلال الجزائر), وما أعقبها من استجابة لتقديم المُساعدات الإنسانية العاجلة في الكثير من البلدان, هذا الموقف السعودي - وبشهادة مدير مكتب برنامج الأغذية - يعود إليه الفضل كاملاً فيما نراه اليوم من استمرار أعمال الإغاثة الإنسانية وتقديم المُساعدات في مُختلف دول العالم، لإنقاذ الملايين من المنكوبين، ولا مجال للمُزايدة على مواقف السعودية وأعمالها الإنسانية الكبيرة التي يشهد بها الجميع، مع بقاء المملكة على هذا النهج حتى أنَّها اليوم واحدة من أكبر 4 دول داعمة للبرنامج، علماً أنَّ المشهد والتدخل السعودي السخي تكرَّر- في كل مرَّة - يواجه فيها البرنامج عجزاً لتمويل عملياته الإنسانية.
لماذا نقول هذا الكلام؟.
بلادنا اليوم تواجه مُحاولات قذِرة ومشبوهة من بعض وسائل الإعلام المأجورة للنيل من مكانتها، وتشويه صورتها بأخبار مكذوبة ومغلوطة للتأثير على الرأي العام الغربي والعالمي، وهناك لائحة طويلة من الأكاذيب والادعاءات التي يرددها البعض ويجب تفنيدها بالحقائق والوقائع، فبشهادة القائمين على برامج الإغاثة العالمية التابعة للمُنظمة الدولية, لم تكن السعودية تبحث يوماً عن الثناء أو السمعة من خلال تقديمها (لمليارات الدولارات) كمُساعدات إنسانية، لأنَّها تنطلق من مبادئها وأخلاقها الإنسانية والإسلامية في مُساعدة الفقراء والنازحين من النزاعات والكوارث الطبيعية, وهو النهج الذي استمر عليه قادة هذه البلاد (كثقافة وواجب سعودي) منذ عهد المؤسس - طيب الله ثراه - وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله -، ولا أدل على ذلك من الأعمال والمُساعدات والجهود الضخمة التي يقدمها ويبذلها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في سنواته الثلاث الأولى، للتخفيف من آلام وأحزان الملايين من المُتضرِّرين حول العالم.
الأرقام والتواريخ والتبرعات والمواقف السعودية الإنسانية المُشرِفة، التي تحفظها سجلات برامج المنظمة العالمية وذاكرة المُنصِّفين، كفيلة بفضح كذب وزيف كل من يحاول التقليل من مكانة المملكة وتشويه مواقفها الإنسانية والإغاثية النبيلة والثابتة، التي تنطلق من حُسن سرِّيرة وطبيعة قادة هذه البلاد وشعبها - والسر ببساطة - أنَّنا نساعد الإنسان بعيداً عن لغة المنِّ والأذى.
وعلى دروب الخير نلتقي.