هالة الناصر
لا شك بأن شبابنا أصبح لديه حب التندر والفكاهة من كل شيء يحدث حوله، وقد فاق خلال سنوات قليلة مجتمعات أخرى تفوقه بملايين المرات سواء من ناحية عدد السنوات أو الخبرة، والنكتة هي موهبة بحد ذاتها وتحتاج أدوات ومواهب خاصة أولها الفطنة والنباهة وهي خصال حميدة ليست سوى مؤشر على الطاقة الإيجابية الكامنة التي يجب استغلالها والتحكم بها نحو المنصات المثلى للاستفادة منها وعدم قمعها أو مطاردتها لأنه في كثير من التجارب البشرية طوال تاريخها لم يجد ذلك نفعاً، بل على العكس أثّرت هذه المحاربة بشكل سلبي على الأجيال وتاه الكثير منهم في ظلمات الدروب قبل أن يحقق ذاته ويصل لهدف جميل ومثري في حياته ويفيد من خلالها مجتمعه، لا يجب أن نكرر خطأنا في التعامل مع الشباب في تجربة سابقة وهي مكافحة التفحيط، حيث كافحنا الشباب من هواة التفحيط بالنبذ والمطاردة والضغط عليهم لارتكاب المزيد من الحماقات حتى أصبح لديهم كمراهقين إصرار كبير على ممارسة التفحيط كمحاولة لإثبات الذات وخصوصاً أننا لم نجعل لهم طريقاً للعودة كعنصر مهم وفاعل في المجتمع، وهذه نقطة أخرى يفتقدها مجتمعنا تجدها عند أغلب الدول المتقدِّمة في مجال الشؤون الاجتماعية، إذ يجدون لكل شاب انحرف عن المسار طريق عودة وتقبل، وللأسف نحن لدينا العشرات من بناتنا اللاتي خرجن من دار الرعاية رفض أهلهن استقبالهن، مع أن هذه الأسر لم تفكر ملياً ما دورها الأساسي فيما حصل لهذه الفتاة التي ما هي إلا ضحية وليست مجرمة، خصوصاً أن رب العباد وهو خالقهم فتح باب العودة والتوبة ونحن نقفله ولا نفتحه أبداً، كان بإمكاننا احتواء شبابنا من هواة التفحيط ووضع أماكن مجهزة تحت أعيننا وتتمتع بأماكن للحفاظ على سلامتهم وفتح المجال لهم لممارسة هوايتهم بالتفحيط كيفما شاءوا، وتوجيههم بشكل إيجابي للمشاركة بهم في مسابقات عالمية أو تنظيم مسابقة عالمية والاستفادة من عشق الشباب لهذه الهواية على غرار ما تم في بطولة البلوت تلك الفكرة المميزة التي أطلقت العنان لممارسة أكثر لعبة يعشقها الشباب السعودي، انتشار ظاهرة التندر والفكاهة يمكن احتواؤها بفتح المجال بشكل رسمي للشباب لممارسة هذه الهواية مثل وضع بطولة على مستوى المملكة لأفضل ستاند اب كوميدي وغيرها من الأنشطة التي يمكن الاستفادة منها على مستوى اجتماعي أو اقتصادي، خصوصاً بعد أن شاهدنا الجماهير الغفيرة التي تحضر مناسبات مثل هؤلاء في الفرص القلية التي أتيحت لهم!