سمر المقرن
لكل شيء في هذه الحياة أساسيات تنطلق منها، وأساس «المحبة» أن تبدأ من محبة النفس، التي تبدو مجهولة لدى -بعضهم- وصعب عليهم التعبير عنها أو حتى ممارستها بشكل صحيح. بداية من محبة الجسد والاهتمام به وبصحته، فمن يحب نفسه بشكل صحيح ويحب جسده ألا يؤذيه بالأطعمة الضارة أو المواد التي لا تفيده كتلك الأطعمة السريعة التي نجد من الناس من يتناولها بكثرة ما يتسبب له بالسمنة أولاً لأنها تحتوي على كميات كبيرة من الدهون وهذا ما يجلب لهذا الجسد الأمراض، كيف لإنسان يقول: إنه يحب نفسه ولا يُمارس هذه المحبة بشكل صحيح؟! فمحبة النفس ليست جملة إنشائية تُقال، إنما هي ممارسات يقوم بها الإنسان تجاه نفسه، تجاه جسده، تجاه حياته، هذا لا يمنع أن يتناول أي منّا مثل هذه الوجبات من وقت لآخر بغرض الترفيه، لكن لا تكون نظام حياة ما يتسبب في أضرار جسدية وصحية قد لا تظهر في نفس الوقت، لكن تظهر نتائجها على المدى الطويل!
كذلك عدم وعي بعض الأشخاص بالأسس الصحيحة التي ينطلق منها في محبته لنفسه، حيث نعلم جميعاً أن هناك شعرة فاصلة ما بين محبة النفس والأنانية، قد تكون الحالة في مجملها متشابهة ظاهرياً، لكنها مختلفة تماماً في تفاصيلها. وهي تأتي ما بين المحمود والمذموم في الصفات الإنسانية الدقيقة، التي من يفهمها جيداً بإمكانه التفريق بينهما وتتضح لديه الصورة بشكل واضح.
أضف إلى ذلك، عملية التعزيز، التي يخطئ كثير منّا في انتظارها من الآخرين، ولا أنكر مدى جمالياتها عندما تأتينا من الآخرين واستشعارنا اللذة في هذا التعزيز، لكن حتى يصل لنا بشكل صحيح لا بد أن نبدأ بتعزيز أنفسنا من خلال التصالح من الذات ومع كل الأشياء من حولنا، ثم مكافأة الإنسان لنفسه، وهي من أجمل أنواع الهدايا لو استشعر كل منّا قيمتها المعنوية وانعكاس تأثير هذه المكافأة على النفس.
من المهم، أن ندرك معاني السعادة للوصول إلى كل الأهداف الشخصية والعامة، وهذه المعاني لا يمكن أن تكتمل دون خطوات سابقة ولاحقة، يجلس قبلها الإنسان مع نفسه ويصارحها، وحتى يفهم كل منّا الآخرين لا بد أن يفهم نفسه أولاً، وحتى يحب الآخرين لا بد أن يحب نفسه أولاً.