يصلني يوميا عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإيميل عدة مقالات في مجالات متعددة وبألوان متفاوتة وبأساليب شتى. ومن المقالات التي وصلتني قبل فترة ليست قصيرة ؛ مقالة بعنوان «حسب توقيت الوعي» للأخت الشاعرة نورة النمر وكونه يلامس النصر ويرمي بنا إلى كتابة تاريخنا الحاضر بلون أبيض في ظل وجود الرؤية العميقة الأبعاد ولأنه أيضا أعجبني آثرت على نفسي ونشرته هنا لكي تشاركونني قراءته، ولأنه نصر والنصر ينشر الجمال لأنه جمال..
أترككم والمقال: (حسب توقيت الوعي)
الفوزُ، التفوّق ، النصر ُ، الغلبة ، الحرّية، المجد إنها دلالات عظيمة ، وعميقة وهي مطالبٌ هامة لكل فردٍ ومجتمع لكنّها مع الأسف لا تأتي على طبق من ذهب ، ولا تنزل مع غيث السماء.، إلا إن كانت مزيفة ،أومبطّنةً باحتمالاتٍ أخرى.
تقول الآية الكريمة (وقل اعملوا فسيرى الله عملَكم ورسوله والمؤمنون).
إذا أردنا الاستشهاد على هذا الارتباط الوثيق بين تحقّق هذه القيمِ الجميلة والسعي الجاد والتخطيط الذكي ، فالتاريخ مليء بالأمثلة منذ آدم إلى يومنا.
التاريخ الذي يدّعي معظمنا أنه يدرسه ويتفاعل معه ويتأثّر به ، لكننا فعليّاً دفنّاه وأطفأْنا قناديله وأغلقنا أبوابه ، حينما تركناه أسيراً في الكتب المركونة على الأرفف ، وحين أغفلنا حاجتنا للرجوع إليه والتأكّد من سجلّاته ، وتمحيصِ وغربلةِ شواهده.
((يقول الكاتب الكبير محمد العلي في مقالة بعنوان «السؤال والتحديد»:
لماذا تقدم غيرنا ..؟
طرح هذا التساؤل وأجاب بعدّة أمور كان منها:
تقدّم غيرنا لأنه كان ينقد نفسه نقداً جلاداً، ويصحح أخطائه، لأنه لا يعتبر الخطأ نقصاً بل طريقا لبلوغ الافضل)).
إنّه التاريخ الذي ضيّعنا هويته، منذ نسينا أنه رسالة الزمن لنا ، وأنّه ذخيرة الإنسانية التي نحملها في صدورنا ومعتقداتنا وسِيَرنا الذاتية.
فهل توقّفنا يوماً لمراجعته، وتأمّله والأخذ بمعطياته؟!
منذ أيام احتفل المسلمون والعرب في العراق التي قدمت درساً عظيماً في هزيمة داعش، وإخراجه من كل مدن وخاصة مدينة الموصل لتصبحَ كالحسناء الفاتنةِ التي اكتمل حسنها ، فأشعلت نار الغيرة في قلوب المدن المهدّدة ، هل هذا تحققُّ حلم نازك الملائكة حيث قالت:
سنحلم أنّا نسير إلى الأمس لا للغد
وأنّا وصلنا إلى بابل ذات فجرٍ ندي
أم أنهُ أطروحة مجدٍ تاريخي وشهادة فخرٍ يستحقها بلاد الرافدين.
لتهنئي يانازك ، ولتقرّ عيناً أيها العراق فهذا فجر بابلك النّديّ يطلّ هازئاً بجراحاتِ الزمن ،وها هي البطولات تعيد ضبط ساعتها حسب توقيت العراق.
أليس جديراً بالعالم أن يدرس هذه التجربة، ويقرأها بشكلٍ موضوعيّ على الأقل، بكونها مُعطىً إنسانياً قبل كونها حدثاً سياسياً.
أليس حَرِياً بنا كعرب غيورين أن نتقلّدَ هذا الإنجاز ،في أعناقنا وفاءً لأحلامٍ عربية تكاد تلفظ أنفاسها الأخيرة في عالم النسيان.
إن هذه التجربة هي الصورة والنموذج الحقيقي لما يحتاجه الوطن العربي الغارق ،في مشاكله وأزماته وأحلام يقظته، ليبصرَ الحقيقة الناصعة،وليتمسّك بحبل نجاته.
هذا تاريخ العراق، وماذا عنا نحن ، ترى كيف سيكتبنا التاريخ ؟ وفي أي إطارٍ نوعيٍ سترانا الأجيال القادمة .! انتهى مقال نورة ..
نعم ماذا سيكتب التاريخ عنا ؟ وهل سيكتبنا بلون أبيض أم بألوان غيره ..؟! سيكتبنا التاريخ باللون الوردي وإن تخللته بعض الخطوط الزرقاء والخضراء الجميلة التي في طريقها التحول إلى الأكثر جمالا لتصبح مع الرؤية 2030 في قمة الجمال في جميع صوره وأشكاله وبراويزه المتعددة التي يطمح إليها جميعنا .. نعم سيكتبنا التاريخ بلونيه الأبيض الوردي برؤية محمد 2030 ..!
** **
- حسن البطران
albatrsn151@gmail.com