د.عبدالله الغذامي
في ثقافة تويتر تظهر حدة المواجهات بين الشرائح المجتمعية، وأشدها حدة هو ما يجري بين فئة ترى نفسها ليبرالية وتقابلها فئة تجعل من الدين شعاراً لها، وأخطر ما في المنازعة هو إهدار الحق المصطلحي حين يوظّف ما هو مثالي وراق ليتحول إلى لفظ ابتذالي وانتقامي وعلامته منظومة الصفات المتبادلة بين الأطراف (وقد عرضت لها في التوريقة السابقة)، ولا يسع الباحث الناقد من أن يلاحظ أن الفئات توظف المصطلحات وتسخرها في تناقض ما بين المصطلح والممارسة اللغوية، بما أن اللغة مسلك ثقافي كاشف عمّا وراءه، وما كان الإسلام إقصائياً وما كانت حرية التفكير والتعبير قمعية، ومن هنا فإن الحكم النقدي يقتضي أخذ المصطلحات بأبعاد تصف الحال وترفع اللبس والادعاء، وقد سبق أن طرح الجابري في كتابه (الخطاب العربي المعاصر 1982) إضافة حرف الواو على المصطلحات الثقافية الملتبسة، فتقول ماركسوي، وقوموي، وليبرالوي، وإسلاموي وسلفوي، وذلك (للإشارة على أن الأمر يتعلق بادعاء الانتساب إلى الاتجاه المعلن عنه - ص 14) . وإني لأرى ضرورة بحثية اليوم للأخذ بهذه المنهجية بما أننا لا نرى ليبرالية عند المتسمين بها، كما أن احتكار فئة لصفة مصطلحية تخصهم بالإسلام وكأنها تنفيه عن غيرهم، ثم تنتج لغة هي نقيض تام لكل قيم الإسلام ورقيه اللغوي والمسلكي، وهذا أمر يخالف شروط المنهجية المصلحية، في حين نضطر لطرح تسميات للشرائح الماثلة ويلزمنا أن نتجنب الخلط والمضي مع الملتبس، وهنا يكون حرف الواو إنقاذاً منهجياً كما اقترحه الجابري.