د.عبدالعزيز الجار الله
الإستراتيجية التي أعلنت من جدة يوم الخميس الماضي ووقعتها السعودية والإمارات، إتفاقية (إستراتيجية العزم) بين البلدين هي على غرار الحزم والعزم، العملية التي ستعيد اليمن - بإذن الله - إلى الشرعية اليمنية الخليجية والعربية والإسلامية من الجماعة الحوثية المتطرفة ومن إيران التي استغلت ثورات الربيع العربي لكسر الشاطئ الغربي للخليج العربي، وشاطئ بحر العرب حتى تتمدد في اليمن وتضغط على دول الخليج العربي، إستراتيجية العزم هي بناء آخر لمجلس التعاون الخليجي مع الإمارات ودول الخليج باستثناء قطر التي إرتمت في أحضان إيران وتركيا وجماعة الإخوان.
الاتفاقات السابقة اعتدنا إنها تقوم على محورين هما:
المحور الاقتصادي: تنموي عمراني تجاري.
المحور السياسي والأمني والعسكري.
أما في إستراتيجية العزم، وهي رؤية مشتركة للتكامل بين السعودية والإمارات اقتصاديًا وتنمويًا وعسكريًا، فقد ركزت إلى جانب المحورين السابقين الاقتصادي والعسكري - ركزت - على محور ثالث:
المحور البشري والمعرفي.
منظومة تعليمية فعالة ومتكاملة لإعداد أجيال ذات كفاءة عالية، تنفذ عبر (44) مشروعًا لمدة (60) شهرًا لتنفيذ مشروعات الإستراتيجية، وتسهم في حماية المكتسبات، وحماية المصالح، وخلق فرص جديدة أمام الشعبين.
بعد أن تضع الحرب أوزارها من حولنا -إن شاء الله- في اليمن، فإننا، ومن خلال تجربة هذه الحرب في اليمن عاصفة الحزم والحلف العربي، فقد اتضح للجميع أهمية العمل المشترك والتكامل بين الدول، والمحور الثالث في الاتفاقية بين السعودية والإمارات الذي نص على المحور البشري والمعرفي، الذي قاد العمليات في حرب اليمن عبر عناصر بشرية مؤهلة مدربة ومتسلحة بالمعرفة، إننا لا نستطيع نحن في السعودية والإمارات حماية أنفسنا اقتصاديًا وأمنيًا وعسكريًا بعد اتكالنا على الله إلا من خلال العنصر البشري والتأهيل العلمي العسكري والمدني، لاتساع مساحة بلدينا وطول الحدود البرية والبحرية، ولكون منطقة الخليج العربي منطقة مستهدفة من إيران والقوى العالمية باعتبارها مصدر الطاقة والأقل سكانًا.
نحن في الخليج العربي بسبب قلة السكان واتساع المساحة والأطماع الدولية من حولنا نحتاج إلى تنمية الموارد البشرية التي قد تتعطل قدراتها نتيجة الاستقدام المفرط للعاملين غير الوطنيين، مع بقاء أرقام البطالة مرتفعة، وإغفال جانب التدريب والتأهيل، مع عدم الاهتمام في التخصصات الإستراتيجية الأكاديمية في الجامعات.
التنمية الاقتصادية والعمرانية مجردة من التنمية البشرية والمعرفية لا تكفي ولا تحمي الأوطان، وحرب التحالف العربي في اليمن الدليل الواضح في التفوق المعرفي والبشري للتحالف، الذي لابد أن يحتذى به ويكون عنوان المرحلة القادمة وأساس الاتفاقيات.