يوسف المحيميد
هذا التناغم بين بلدين يتشابهان في الرؤية ليس غريبًا، فليس ما يجمعهما الدين والهوية والدم والقربى فحسب، بل رؤيتهما السياسية والاقتصادية، فضلاً عن التقارب والترابط الواضح بين الشعبين السعودي والإماراتي، سواء على المستوى الأسرى أو الوظيفي، وذلك بعمل الكفاءات والكوادر البشرية والاستفادة منها لدى البلدين، بالإضافة إلى المشروعات الناجحة لرجال أعمال في الدولتين، حيث يوجد 206 مشروعات لمستثمرين سعوديين في الإمارات، بنحو 35 مليار درهم، مقابل 114 مشروع إماراتي في المملكة، بنحو 15 مليار درهم.
هاتان الدولتان المنسجمتان تمثلان ناتجًا محليًا إجماليًا يبلغ تريليون دولار، وصادراتهما المشتركة تحتل المرتبة الرابعة عالميًا بقيمة 750 مليار دولار، بالإضافة إلى 150 مليار سنويًا تمثل إجمالي مشاريع البنية التحتية، مما يوفر فرصًا هائلة واستثنائية للتعاون المميز بينهما.
وخلال هذا الشهر الكريم، تواصل المملكة والإمارات، من خلال عملهما المشترك في خلوة العزم، ومجلس التنسيق السعودي الإماراتي، تعاونهما المشترك، وتوقعان عشرين مذكرة تفاهم بينهما، في مجالات الخدمات والأسواق المالية والقطاع اللوجستي والبنية التحتية، والإنتاج والصناعة، وأمن الإمدادات، والاتحاد الجمركي والسوق المشتركة، والبيئة والزراعة والمياه، والطاقة المتجددة، والسياحة والتراث الوطني، وريادة الأعمال، والشراكات الخارجية، والتطوير الحكومي والخدمات الحكومية، والإسكان، والشباب، والرياضة، والنفط والغاز والبتروكيماويات.
هذه الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، تؤكدان رؤيتهما المشتركة تجاه كثير من الموضوعات والقضايا، سواء فيما يخص الشأن السياسي، ونظرتهما إلى المنطقة والأخطار المحيطة بها، أو فيما يخص الشأن الاقتصادي والثقافي الرياضي، لتمثلان معاً نموذجاً فريداً في العمل العربي المشترك.