د.عبدالعزيز الجار الله
كانت هناك دعوات متعددة من شخصيات إعلامية وثقافية وإدارية لها مطالبات ظاهرها إقتصادي، وهيكلي إداري، وتطور تقني عبر تطبيقات الهاتف الذكية والأجهزة اللوحية الرقمية، أما باطنها فهو المعادين لدولتنا من أجل تجريدنا من القوة الإعلامية فكانت لخصومنا في الداخل والخارج مطالبات وربما إملاءات عدة:
أولاً: إلغاء وزارة الإعلام.
ثانياً: إغلاق المحطات التلفزيونية تحت غطاء الهدر المالي.
ثالثاً: إيقاف الصحف والمؤسسات الإعلامية عن العمل بحجة عدم جدواها.
رابعاً: إغلاق المكاتب والمراكز الإعلامية الخارجية في السفارات أيضاً لوقف الهدر وعدم الجدوى.
خامساً: تحجيم دور إدارات الإعلام والعلاقات العامة في أجهزة الدولة في الداخل للتعتيم على عملها.
كانت المطالبات ممنهجة، وجهات خارجية تدعم هذا التوجه، وفِي الداخل بقصد أو غير قصد، ولأغراض وأهداف ربما شخصية، يزيد الإلحاح على فكرة (موت) الإعلام السعودي الرسمي ومؤسساته، وفِي هذا الإطار تم الترحيب والتهليل من إجراءات قطر تحت مظلة الحرية والديمقراطية وحرية النشر هي:
- رفع الرقابة عن الصحف المحلية عام 1995م.
- إنطلاق قناة الجزيرة عام 1996م، محطة مستقلة عن وزارة الإعلام القطرية.
- إلغاء وزارة الإعلام والثقافة القطرية عام 1998م.
- توزيع اختصاصات وزارة الإعلام والثقافة، وتحويل بعض إداراتها إلى هيئات مستقلة.
ومع ثورات الربيع العربي عام 2010م وتساقط دول الربيع بدأت دول الخليج تتكشف النوايا الحقيقة لإيران وقطر والميليشيات التابعة لهما ماليا ومذهبيا، الميليشيات التي تعمل تحت مظلة الأحزاب في اليمن ولبنان والعراق وسورية الدولة والحكومة، اكتشفت الجهات الإعلامية في دول الخليج المخطط المنظم لتعطيل وتحييد دول الخليج و(إماتت) الموت السريع لأجهزة الإعلام الخليجي وتحديدا السعودية والإمارات والكويت، وصرفها عن الإعلام السياسي والوعي الديني والاجتماعي، وجعله غارقاً بالموضوعات الهامشية، وبالمقابل جعل محطة الجزيرة هي من يشكل الرأي العام، ويصيغ الأفكار والتوجهات.
بعد 22 سنة من الحقن وقلب الحقائق، أراد الله عام 2015م أن يظهر الحقيقة وتنكشف الأوراق وتقود السعودية التحالف العربية عاصفة الحزم للبدء في حرب حوثية اليمن، ثم مقاطعة قطر، وجعل حزب الله في لبنان مطارداً من دول العالم بمسؤولياته الإرهابية.
فما خططت له إيران منذ عام 1997م، وقطر منذ عام 1995م تم إخماده عام 2015م بعاصفة الحزم، والمقاطعة، والعمل الجاد في الإعلام الجديد وإنشاء وزارة للإعلام ووزارة للثقافة.