يوسف المحيميد
هناك فارق شاسع بين من يبحث عن أمن الدول العربية واستقرارها ورخائها، وبين من يشعل الفتيل ويزيده، وينفذ خطط إضعاف الدول العربية أكثر مما هي ضعيفة، هناك فارق بين قرارات الكبار الذين يبادرون إلى حل مشاكل العواصم العربية، كي تستقر ومن ثم تنمو وتزدهر، وبين قرارات الصغار الذين يؤججون بقناتهم الفقيرة ما يحدث في عمَّان، ويضخمونه إعلاميا، بحجج لم تعد تنطلي على الإنسان العربي، منها اللعب على وتر حرية الشعوب وكرامتها، وكأن هذه الحرية تبدأ من الفوضى، ثم القتل والحروب الطائفية والحزبية، وتنتهي بمسح كرامة العربي حين يصبح لاجئًا ينام في مخيمات على حدود الدول المجاورة، ويبحث لأطفاله عن طعام تتصدق به عليه منظمات إنسانية!
حين عُقدت القمة الرباعية بين المملكة والكويت والإمارات والأردن، في الليالي العشر من رمضان، بمكة، كانت رسالة واضحة بأن المملكة ستقوم بدورها العربي والإقليمي، ولن تترك مجالا للصغار، واستغلال ما تسميه إيران وحلفائها في المنطقة، بالفراغ السياسي، لقد انتهت تلك الحقبة من التدخل والعبث بمستقبل الدول العربية، وهذا الدور الذي تقوده المملكة سياسيا واقتصاديا، هو دور مهم وحيوي، سواء بمساندة الأردن اقتصادياً، وإخراجه من أزمته، أو إعادة الشرعية إلى اليمن، والقضاء على ميليشيا الحوثي التي عبثت بمقدرات اليمن، وجوَّعت شعبه، بدعم مباشر من إيران، أو حتى على مستوى الاقتصاد العالمي، بتحقيق التوازن في سوق النفط، وإعادة الاستثمارات للصناعة البترولية، وغيرها من المهام التي تثبت للعالم أن المملكة تقوم بعدة أدوار مهمة للغاية، وأدوار نبيلة، توضح أن سياستها منذ أكثر من ثمانين عامًا، هي المبادرة لما فيه خير الشعوب واستقرار الدول، على عكس من يسعى إلى خرابها وإشاعة الحروب والإرهاب والقتل والتهجير.
هناك فرق واضح بين الكبار والصغار، بين من رؤيته شاسعة ويستشرف المستقبل، وبين من لا يرى سوى تحت قدميه، فارق كبير بين من يرى ومن لا يرى!