د.دلال بنت مخلد الحربي
في ظل اهتمامات المملكة اليوم في التواصل مع دول العالم لتوضيح مواقفها، وإبراز صورتها الواقعية، يقع عبء كبير على الجامعات للمشاركة في هذا المجال عن طريق توفير الفرص لأعضاء هيئة التدريس للمشاركة لحضور المؤتمرات والندوات والمشاركة فيها، وليس حضوراً تشريفياً دون أي إسهام واقعي يقدم صورة عن المملكة، والأكثر من ذلك من المفترض أن تعمل الجامعة على الاتفاق مع جامعات نظيرة في أنحاء العالم لتبادل الزيارات بين أعضاء هيئة التدريس، وهذه السبل معروفة على مستوى العالم تعمل بها جامعات كبرى تنتدب وتستقبل، وما أعرف أن هناك جامعات أجنبية سعت حثيثة لدعوة أعضاء هيئة تدريس من المملكة لتقديم محاضرات والحديث عن قضايا لها صلة بواقع المجتمع والاقتصاد والثقافة في المملكة، لكن المؤسف عدم تجاوب بعض الجامعات السعودية مع مثل هذه الدعوات، بل والتعامل معها باستخفاف فلا تبالي بإعطاء هذا الموضوع حقه من الاهتمام فتتواصل مع الجامعات أو الهيئات العلمية التي ترغب في مثل هذا التواصل، ولا يكلف بعض مدراء الجامعات أنفسهم واجب الرد ووضع الاعتبار للجامعة موجهة الدعوة في تصرف يدلل على عدم الاكتراث، وعدم إدراك لقيمة تلك الجامعات وجهل بأبسط قواعد التعاملات العلمية والأكاديمية.
وقد يتعلل البعض بضعف الدعم المادي وهي أمور غير صحيحة، فالجامعات السعودية تحظى بميزانية كبيرة، فلو أن هذه الميزانيات استخدمت في مشاربها الصحيحة بعيداً عن الهدر المالي في اتجاهات أخرى، والزخرفة الإعلامية دون فائدة في النهاية تجنيها لا الجامعة ولا الدولة.
فَلَو حسبنا تكلفة انتداب عضو هيئة التدريس لمدة شهر إلى إحدى الدول سواء في الشرق أو الغرب سنجد أن التكلفة لا تعد كبيرة ولن تؤثر، بل إنها ستوفر للجامعة جانباً معنوياً كبيراً، وتكسبها سمعة، وهذه كله ينعكس على مكانة المملكة وعلاقاتها الدولية.
الأمر مناط بوزير التعليم، وهي رسالة له، وعليه أن يعطي الموضوع حقه من الاهتمام وأن يدفع الجامعات دفعاً إلى مساندة ودعم أعضاء هيئة التدريس، خاصة أولئك الذين يتلقون دعوات مخصصة لهم من جامعات مرموقة نتيجة حضورهم العلمي وإنتاجهم.
هذا أمر مطلوب يتوافق مع رؤية 2030 التي تسعى إلى وضع المملكة في مسارها الصحيح دولياً، كدولة مميزة لها حضورها في المجالات العلمية والثقافية، وتملك خبرات لا تقل عن خبرات في الدول المتقدمة التي شقت طريقها إلى التقدم.