خالد بن حمد المالك
فيما كنت أتابع بيان الدول الخليجية الثلاث والأردن حول الدعم الذي تقرّر للأخيرة استجابة لدعوة الملك سلمان إلى قمة مكة المكرمة، وحرص الدول الخليجية الثلاث على أن تحول دون وصول الأزمة الاقتصادية في الأردن إلى مستويات قد تعطي الفرصة للأعداء للنيل من أمن البلاد واستقرارها.
**
حين كنت أتابع هذا الموقف غير المستغرب من المملكة والكويت والإمارات، تذكّرت أن الصديق والشقيق والمحب يجدهم المحتاج والمستحق وقت الشدة، داعمين، مساندين، وأصحاب مواقف تذكر لهم فتشكر، وتذكّرت في مقابل ذلك أولئك المتخاذلين، والمتآمرين، ومَن يفرحهم أن تغرق الأردن ببحيرات من دماء مواطنيها.
**
تذكّرت قطر الدولة المؤذية لأشقائها، ولم تغب عن ذاكرتي إيران المتآمرة على دول المنطقة، الأولى لم تغب عن قمة مكة فقط- وهذا مفهوم- ولكنها نكثت بالتزامات سابقة لها لدعم الأردن، فلم تف بتسديد الدعم الذي وافقت عليه من قبل، وليتها اكتفت بذلك، بل إنها راحت تستخدم قناتها (الجزيرة) لتأجيج الصراع، وتشجيع المواطنين على القيام بمظاهرات تخريبية، أما إيران فهي دائماً توظِّف المغرَّر بهم من أفراد ومؤسسات ودول للقيام بالمهمات التخريبية نيابةً عنها.
**
تذكّرت الأصدقاء والأعداء، فوجدت الأخ الذي يعتمد عليه، ويعتد به، وكانت المملكة والإمارات والكويت ماثلة أمامي، وكانت قطر وإيران حاضرة هي الأخرى في المشهد، ولكن في قيادتهما لصفوف الأعداء، ضد كل مصلحة للأردن، ولجميع دول المنطقة بلا استثناء.
**
من مكة المكرمة كانت هناك رسالة واضحة، لا غموض، ولا لبس فيها، أن العدو مهما بلغ به الجهل، والتصرّف الأحمق، والمغامرات غير المحسوبة نتائجها عليه، هو في النهاية صغير في قدراته؛ إنه بحجم صغر مساحة وإمكانات قطر، وهو منبوذ عالمياً كما هي إيران، وأن القوة المقدَّرة، والقبول المطلوب من دول العالم، هو في الدول التي تحترم مسؤولياتها، ولا تسيء لكائن من كان.
**
لاحظوا كم عدد أصدقاء كل من قطر وإيران، وما هي نوعياتهم، تأثيرهم، قيمتهم عالمياً، وستجدون أنهم ومن يناصرهم في وضع قلق، وأن حالتهم في ارتباك دائم، فقد خرجوا من العالم الحر المتعاون، ومن منظومة الدول المحترمة، ومن الخط السياسي والأمني والاقتصادي المتفق عليه عالمياً، بما لا مجال لهم ثانية للعودة إلى مواقع المسؤولية التي يقدّرها ويحترمها العالم ما لم يتخلوا عن دعم الإرهاب.