إنّ المُتابع لمسيرة سمو أمير منطقة القصيم صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز يجده حريصاً على تقديم أجلّ إنسانية تُعد سجيّة من سجايا خُلقه الحميدة بإدخال السرور في قلوب الأيتام، ورسم البسمة في وجوههم؛ لأنهم أحوج الناس إلى الرحمة التي تُعوضهم عمّا فقدوه من آبائهم... فالدين الإسلامي أوجب حبّ اليتامى؛ لأنه نبع من المنابع المتأصّلة في النفس الإنسانيَّة التي تسعى لأجل حبهم، وهذا يُعد جوهرة نفيسة من الجواهر التي اختزنتها القلوب الرحيمة، وتعظَم في قلوب العُظماء، وهذا الذي وجدناه في أميرنا المحبوب الذي ارتوى قلبه من منابع حبه المشحون إيماناً يربطه بالله ابتغاء مرضاته التي يُضاعف أجرها عند الحساب.

كما أنّ الذي يُقدّمه الأمير من حبٍ للأيتام من أفضل المحاسن التي حثّ عليها ديننا الإسلامي. وتبنّاها سموّه في نهجهِ القويم، وحَرِصَ على حب الإنسان، ويزداد حباً إذا كان يتيماً، وهذا من قمّة المعاني الإنسانيَّة التي وجدناها لأبنائه اليتامى تقرباً إلى الله الرحيم الذي يرحم الرُحماء، ويُثيبهم أجراً عظيماً لا يماثله أجرٌ في الدنيا.

لذا شرّع الأمير أبواب قصره العامر؛ لإفطار العشرات من أبناء دار التربية الاجتماعيَّة بمنطقة القصيم... فاستقبلهم، واحتفى بهم في شهر رمضان الكريم التي تزداد فيه الحسنات، ويُضاعف أجرها، حاضناً صدور صِغارهم، وماسحاً على رؤوسهم؛ لإدخال الفرح، والسرور في نفوسهم، والأخذ بأيديهم واحداً واحداً إلى صدر مجلسه؛ لمداعبتهم حتى يحين وقت مائدة الإفطار التي تنوّع فيها الغذاء الرمضاني من الأطباق التي تُناسب أعمارهم، وتقبلها أذواقهم من الحلويات، والفطائر، والعصائر... وغيرها من الأطباق الرمضانيَّة التي حرص على تنوّعها، وتقديمها، وتناولها على مائدته التي لا إسراف فيها يُنافي تعاليم ديننا الإسلامي؛ إلاَّ حباً للأيتام الذي لا يقل عن حب أولاده، وهذا الإيثار عن النفس والأولاد قمّة في معنى الإنسانيَّة التي جسّدها سمو الأمير من كرم ضيافته السنويَّة في قصره العامر؛ لأنهم في قلبه الحاني أحق من يستضيفهم، ويطعمهم، ولو بشق تمرة، أو شربة ماء، أو مذقة لبن..!

هذا وسعدوا مع أميرٍ في داخل جوفه قلبٌ رحيم، رفع من يُتمهم، ووجدوا في ضيافته أسعد أمسية أبويّة!، وهذه من أروع السجايا الإنسانيَّة التي حثّ عليها ديننا الإسلامي، وجسّدها الأمير الإنسان للأيتام، راجياً من الله العليّ القدير الأجر الذي لا يماثله أجرٌ في الدنيا.

** **

بريدة - نادي القصيم الأدبي