نوف بنت عبدالله الحسين
ترقب الأطفال قبل الكبار.. وكرنفال الحلويات والريالات.. وفرحة الفطر وجمعة الأحباب والأهل.. لبس الجديد واحتفال الروح.. التبريكات والتهاني.. وصلاة وتكبير.. ورضا وفرحة.. ذلك هو طقس العيد الذي يبدأ مع الساعات الأولى، وتستمر الفرحة أيامًا بلياليها..
فماذا قدمنا للعيد؟ هل عفونا عمن أساء لنا؟.. وهل طلبنا الغفران والصفح ممن أخطأنا في حقهم؟.. هل طوينا الصفحات وبدأنا صفحات جديدة؟.. هل غادرنا الأحزان والآلام وفرحنا بيوم العيد؟..
العيد ليس مجرد لبس جديد وفرحة طفل.. العيد أعمق من ذلك.. هو دعوة للروح أن تفرح وتسمو عن الصغائر.. بل هو فرصة لأن نفرح بكل شيء حولنا.. وبأنفسنا، وبكل شيء نملكه..
العيد هو إجازة الشعور من كل انكسار أو غضب أو انزعاج أو بؤس.. هو ممارسة الفرحة كما يجب.. هو الهدية الإلهية التي وهبها لنا لنجد في أنفسنا فرحة التمام.. هو استيداعنا لأمانينا ودعواتنا عند محقق الأمنيات.. هو أن نفرح كفرحة الأطفال ونقاء قلوبهم.. وأن نستشعر النعم ونمتن بهذا الفضل..
العيد هو مصافحة الجمال والخير.. ومشاركة المشاعر والعطاء.. هو تقبيل رؤوس الأجداد وأيدي الجدات، واستنشاق رائحة السكينة التي يحملنها يوم العيد.. هو هدايا الأمهات والآباء للأبناء.. واجتماع الإخوة والأخوات..
العيد هو الحب النابع من قلب كل مسلم.. يمارس طقوسه بكل فرح.. وهو دعوة للسلام والرفق..
العيد هو الوقت المثالي لنكون جميلين في كل شيء.. في ذواتنا وأفكارنا.. في تعاملنا واحترامنا.. في اقتناص الفرصة لخلق الذكرى المناسبة ليوم العيد.. العيد هو أن تكون ثريًّا جدًّا جدًّا بأخلاقك.. وأن تتفقد المحتاجين، وتزرع على شفاههم بسمة العيد.. وتشاركهم فرحة العيد..
العيد.. هو أن تكون أنت (العيد).