العيد في القرية بعد أن بَعُدَ العهد بها وطال فراقها مما يتوق إليه من عاش طفولته وبدايات نشأته بها، وعايش ما كان من الأجداد والآباء ممن رحلوا إلى الدار الآخرة وما كان من مجالسهم و(مشاريقهم) العامرة بالفكاهة والطرف والأحاديث الشيقة عن ذكريات الرجولة والرجال والمواقف الصعبة، منها ما يتعلق بمرحلة توحيد البلاد تلك المرحلة الرائعة والمليئة بالبطولات، وذلك القائد والبطل التاريخي الشجاع موحد البلاد ومؤسس الدولة الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - جامع شمل المسلمين وحامي مقدساتهم مثلما توفير كل أسباب الراحة لهم حجاجا ومعتمرين وزوارا، ورافع رايات الدين الإسلامي.
وان غابت تلك المشاهد في القرية بما فيها مشاهد الاحتفال بالأعياد المبسطة، إلا انه لن يغيب تذكر ما كان من مشاهد رائعة ولاسيما لجيل الأمس القريب بعد أن صارت القرى تحاكي المدن من حيث التطور، مما جعل قديم القرية مجرد أطلال وتراث من ذلك الماضي الجميل، والذي صار الالتفات إليه من قبل عشاق الماضي وما له من إرث وتراث لا يمكن أن يُنسى، ومما يؤكد ذالك ما صار من عودة البعض من سكان القرى لترميم ما كان من منازل قديمة في ما تبقى من قراهم.
ما أجمل القرى وقد صارت بفعل التطور منتجعات تفيض أرجاؤها بالمزيد من المتعة، وللمواطن والبلديات دور لا يمكن إنكاره، دور بل أدوار يشارك فيها العديد من المواطنين بتلك القرى مما أدى إلى المزيد من جذب القرى للكثير من أهلها ممن تركوها بفعل الهجرة للمدن، طلبا للبحث عن فرص العمل، منذ نحو خمسين عاما أو أكثر، ما أروع القرى والتي تزداد جاذبيتها ولاسيما في الأعياد وبعض الفصول من السنة، مثلما نراه من تزايد لمناسبات الهنا والسعادة في شتى أنحاء بلادنا الرائعة.. فلنحمد الله ونشكره بالمزيد من الدعاء لرمز فخرنا واعتزازنا مليكنا الرائع رجل المراحل والمنجزات المدهشة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بأن يطيل في عمره ويمنحه المزيد من الصحة والعافية.. وكل عام والجميع بخير.