علي الصحن
«كل عام وأنتم بخير»
دقت الساعة، وحان الموعد، وسويعات فقط وينطلق مونديال روسيا 2018، وهو المونديال الذي انتظره السعوديون بشغف منذ الخامس من سبتمبر الماضي، عندما أعلن الأخضر بلوغه المونديال للمرة الخامسة في تاريخه، والأولى من مونديال 2006. موسم طويل مر ولم يكن الحديث إلا عن مشاركة المنتخب في كأس العالم، عدة قرارات اتخذها صناع القرار من أجل هذه المشاركة، كان الموسم استثنائيا في كل شيء، فلا أهم من مشاركة الأخضر، ومن تسجيل حضور مشرف في روسيا.
التحضير للمونديال الذي ينطلق اليوم كان مختلفاً، لم تجامل من أجله هيئة الرياضة ولا اتحاد الكرة، كانت الدراسات والقرارات تتخذ بسرعة، فلا وقت للتأجيل وعمل اللجان والتخطيط والدراسات، لم تكن المجاملات حاضرة في هذه المرحلة الهامة، لم يحدث ما توقعه بعضهم من استدعاء لاعبين لمجرد زيادة عدد مشاركاتهم في المونديال، مدير المنتخب تم تغييره بعد أسابيع من تنصيبه، والمدرب باوزا الذي خَلَفَ مارفيك في قيادة المنتخب تم إعفاؤه بعد فترة قصيرة بعد أن أثبت أنه لا يمكن أن يحقق الإضافة المطلوبة، وأنه ليس المدرب الذي يناسب المنتخب، ولم تمض أيام حتى تم التعاقد مع انطونيو بيتزي وهو الرجل الذي يؤمل السعوديون أن يعيد ذكريات مواطنه خورخي سولاري الذي قدم مع الأخضر نجاحات لافتة في مونديال أميركا 1994م، عندما نجح الفريق في تجاوز دور المجموعات وبلوغ دور الـ 16 قبل أن يخرج على يد المنتخب السويدي في هذا الدور.
المراحل التحضيرية للمنتخب كانت متميزة للغاية، الجميع يدرك أن الخطة الموضوعة للإعداد كانت بحجم الحدث، المباريات الودية تم اختيارها بعناية، وأمام منتخبات لها شنة ورنة في عالم المستديرة، يكفي القول إن الأخضر لعب مع إيطاليا وألمانيا للدلالة على قوة وجدية الاستعداد، وأمام هذين المنتخبين الكبيرين قدم المنتخب ما يشي بأنه قادر على تقديم المنتظر منه في روسيا.
اليوم يوم تاريخي للمنتخب في روسيا، الجميع يترقب لحظة الصفر والانطلاقة، أنظار العالم برمته ستكون متوجهة نحو ملعب المباراة لمتابعة بداية المونديال، المباراة ستكون بحضور جماهيري ورسمي كبيرين، وكلنا أمل بأن يكون الأخضر في الموعد وأن يقدم ما يبهج الناس على المعشب الأخضر. الهيئة العامة للرياضة، والاتحاد السعودي لكرة القدم قدما كل شيء، في مراحل التحضير، ودعما المنتخب ولاعبيه وأجهزته الفنية والإدارية، عندما تدق ساعة الصفر، وتنطلق الصافرة الأولى، سيكون كل شيء بيد اللاعبين لترجمة كل ما قدم لهم في الفترة السابقة.
الجميع متفائل بأن الأخضر قادر على أن يفعل ما يستحق الثناء والإعجاب في روسيا، وأن المنتخب قادر على أن يعيد في روسيا ما فعله في أميركا وأبعد من ذلك بإذن الله.
.... كل عام وأنتم بخير وعيدكم مبارك.