سمر المقرن
بشجاعة، تحمّل رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة تركي آل الشيخ، كامل المسؤولية تجاه إخفاق المنتخب الوطني في أولى مباريات كأس العالم، هذه الشجاعة والاعتراف وتحمّل كامل المسؤولية من مسؤول بحجم آل الشيخ، هي منهج السعودية الجديدة القائم على الشفافية والمحاسبة، كما يُحسب لمعالي رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة هذا الظهور الذي لم نعتد عليه كسعوديين بهذا الشكل المباشر للناس والمليء بالمشاعر النبيلة التي تحمل احترامه لنفسه أولاً، وللقيادة وللشعب السعودي بأكمله الذي كان يعيش أياماً من الأمل بأن يُقدّم منتخبنا الوطني نوعاً جيداً من الحضور على ملعب كرة القدم، حتى لو لم يحرز الفوز.. فالمباراة وبرغم أنني لست خبيرة في المجال الرياضي إلا أن أبسط إنسان (رياضياً) مثلي بإمكانه تقييم الأداء والحكم بنفسه.. فقد كان مخيباً لكل الآمال وأقل من الوقفة الكبيرة سواء في الدعم المالي والمعنوي من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده ورئيس مجلس إدارة الرياضة -حفظهم الله- أو من دعم الجماهير السعودية سواء في الداخل أو هؤلاء الذين تكبدوا عناء السفر في أيام رمضان والعيد الذي يضم الأسر والأهالي، لكنهم آثروا هذه المناسبة العظيمة برفقة أهاليهم وسافروا إلى روسيا.. وما تلك الصور والفيديوهات المشرّفة للجمهور السعودي التي انتشرت عبر وسائط التواصل الاجتماعي إلا شاهد على هذه المشاعر النبيلة وترجمتها بوطنية تدعو للفخر.
كل الوسائل وكل الدعم كبيراً كان أو حتى بسيط، حصل عليه المنتخب الوطني، لكنه لم يتمكن من رد الجميل ولو بالقليل من الأداء الجيد وسط الملعب في مباراته الأولى!.
بعيداً عن هذا، أعود لما بدأت به من تأمل مشهد خروج المسؤول بهذه الشجاعة أمام جماهير كبيرة غاضبة وموجوعة من نتيجة ما حدث، ويلقي على نفسه بكامل المسؤولية، فلا يتحملّها إلا من هو أهل لها، وهذه هي أهم مواصفات القيادة الناجحة والقادرة على حل المشاكل ومواجهة الخلل، وهذا الأسلوب المبهج نهج يؤرخ لآل الشيخ، بل وكذلك يستحق أن يُعمم على كل مسؤول مهما كان حجم مسؤولياته، لأن منهج رمي المسؤوليات على الآخرين، وإيجاد شماعة للأخطاء كانت داءً ينخر في كثير من القطاعات والدوائر.. في توقعي أننا بعد ذلك، لن يكون في مقاعد القيادة سوى الشجعان.