صيغة الشمري
تعودنا منذ الأزل في كل مباراة لمنتخبنا السعودي يهزم أو يفوز تذهب النقاشات ويذهب الرأي العام حول الانتماء للأندية وتجيير الفوز وتحميل مسؤولية الهزيمة للاعبين بعينهم دون بقية زملائهم من لاعبي المنتخب، وهو أمر تعودنا عليه نحن المتابعين وأعتقد بأن اللاعبين تعودوا عليه أكثر منّا، وهو أمر طبيعي في كل أنحاء العالم ويحدث لجميع منتخبات الدول التي يعشق شعبها كرة القدم، لكن يبدو بأن خبرة إداريي المنتخب في التعامل مع الرأي العام أقل بكثير من خبرة اللاعبين بشكل كبير ظهر في تصريح رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم وبقية إداريي المنتخب الذين تسابقوا للدفاع عن أنفسهم ورمي الكرة في شباك اللاعبين وهم - من وجهة نظري- الحلقة الأضعف، عندما يتواجد رئيس اتحاد كرة قدم لا يملك خبرة إدارية كافية لامتصاص غضب الجماهير المتحمسة والتي تظل تطالبك بالفوز لو قابلت منتخب البرازيل، وهذا حق من حقوقها العاطفية حيث لا شيء يقود أغلب الجماهير سوى عواطفها، ولكن الإداري المحترف عليه أن يوجه ويلفت نظر الجماهير للتفكير بعقل وروية قبل أن ينجرف معها ويطلق العنان لعاطفته لإطلاق تصاريح عاطفية تهدم ولا تبني ولا تملك الخبرة الإدارية الكافية وبالذات في محفل عالمي مثل كأس العالم، لم يكن مستغرباً أن يهزم منتخبنا من أي منتخب كرة قدم في العالم، وهذا أيضًا يحدث لأي منتخب غيره، رفع سقف توقعات الجماهير السعودية قبل المشاركة بكأس العالم وضع لاعبي المنتخب تحت ضغط رهيب، ومباراتنا مع ألمانيا رفعت هذا السقف بشكل جعل.
الجماهير تتوقع الذهاب إلى دور الستة عشرة ببساطة، هزيمتنا من روسيا لم تكن مستغربة والهزيمة بهدف أو عشرة أهداف هي بالنهاية اسمها هزيمة وكان من المفترض على مدرب منتخبنا اللعب بخطة دفاعية بحتة لأنك أمام البلد المستضيف الذي سيفقد أعصابه كلما طال وقت المباراة ولم يحقق الفوز، خلاصة القول إنه كان يجب على إداريي المنتخب أن يقابلوا الهزيمة بابتسامة وروح رياضية ومعالجة الأخطاء بعيداً عن إثارة الجماهير التي خلقت عشرات (الهاشتاقات) بسبب هذه التصاريح التي تفتقد الخبرة الإدارية، لسبب بسيط بأن المنافسة لا تزال في أولها وتبقى لنا مباراتان وقد يحدث فيهما ما لم نكن نتوقعه، لكن تحطيم اللاعبين بهذا الشكل القاسي أمر غير مبرر وغير مقبول!