د.عبدالعزيز الجار الله
كل موقف يذكرك بموقف آخر حزين، كانت ليلة عيد رمضان 1439هـ/ 2018م من الليالي التي لا تُنسى لأنها ارتبطت بهزيمة منتخبنا السعودي بخمسة أهداف دون رد من روسيا، وذكرتنا بهزائم ثقيلة لمنتخبنا، وكما قال أجدادنا (الهزيمة شينة لو هي بالكعابة)، وهذا مثل قديم للعبة شعبية قيمتها المادية غير مكلفة لكن قيمتها المعنوية ضاغط نفسي ومقلق، وهذا ما حدث في هزيمتنا الثقيلة في يوم افتتاح مونديال 2018، ورغم الهزيمة الموجعة قد يتوالد من الحطام والرماد بارقة أمل بأننا أصبحنا شعبًا لا نقبل الهزيمة، وربطنا أنفسنا بالنجاحات في المحافل الدولية، وأننا دخلنا المنافسات العالمية وأصبحنا رقمًا صعبًا في السياسة والاقتصاد والتفوق العسكري والتطور الحضاري العمراني والتقني، لذا لا نتنازل عن حصد المزيد ومنها الرياضة، إذن هذه هي الحقيقة التي لابد أن يدركها جميع اللاعبين والرياضيين والإدارة الرياضية والإعلام الرياضي والجمهور، أننا الرقم الجديد في المنافسات الدولية.
هذا الشعور الغاضب من الجمهور السعودي الذي عبَّر عنه من خلال القنوات التلفزيونية والإذاعات وقنوات التواصل الاجتماعي، هو الذي نريده ونرحب به لأنه يرفع درجة الغيرة ومستوى الحماس الوطني إلى درجات أعلى في التحفيز وردود الأفعال، كما أن هذا الشعور الغاضب لدى المسؤولين الرياضيين وعدم قبول الهزيمة الثقيلة تحت أي مبرر والمطالبة في التعديل في المباريات المقبلة شعور مطلوب، لأن لديهم حساب الحقل والبيدر والقرار الإداري والفني والمالي، وانتهاء مرحلة المشاركة، إلى عهد جديد في الزعامة الآسيوية والتنافس الدولي، وأن الأموال بدلاً من أن تصرف بسخاء على النتائج الهزائم المشينة، فإنها تدفع فقط على خطط وبرامج تقود إلى نجاحات ونتائج تتناسب وحجم الصرف المالي على الأندية والمنتخبات.
مندوب روسيا الدائم في مجلس الأمن وفي القاعة الرسمية لمجلس الأمن وممرات المجلس ارتدى أمام الصحفيين والمصورين قميص (تي شيرت) بلاده الرياضي لإعلان بيان رسمي، كما أن مندوبي المجلس الدائمين وغير الدائمين (15) عضوًا ارتدوا قمصان بلدانهم الرياضية، وإن كانت صورًا استعراضية لكنها تعبير عن الفرح العالمي لنجاح روسيا في التنظيم وحفل الافتتاح، وهذا أيضًا دافع لنا لوضع دولتنا على مسار قطار النجاح.