سلطان المهوس
الأمور لا تسير -أحيانًا- بشكلها المخطط لها كما حدث عندما تعرض منتخبنا لهزيمة مؤلمة في افتتاحية كأس العالم أمام المستضيف المنتخب الروسي..!!
ستكون -ككاتب- أمام خيارين..
إما أن تشتم الظلام..
أو تضيء شمعة..
إما أن تسخر من القبح..
أو تصنع جمالاً..
في سجلاتنا الكروية ما يكفينا للفخر قاريًا وعربيًا وخليجيًا..
وفي سجلاتنا محطات من الفشل التي لم تثننا عن المضي للأمام بدليل إننا وصلنا للمرة الخامسة عالميًا وبجدارة تامة بعد أن أذقنا خصوم آسيويين أقوياء المر والعلقم..
تم تجهيز منتخبنا بشكل لائق ودعمه بشكل استثنائي لا يمكن وصفه لكنه سقط في أول مشواره العالمي..!!
إنها كرة القدم ولو أعيدت مباراة روسيا ألف مرة فإنا على يقين أن المشهد لن يتكرر ولذلك سيكون السؤال الكبير: لماذا خسرنا بخمسة.
وزع النقاد والجماهير التهم وشاطرهم رئيس اتحاد الكرة الذي لا أعرف كيف يتجرأ على الحديث التفصيلي والانتقاد للاعبين بأسمائهم..!!
نسي الجميع معنى كرة القدم ومتناقضاتها وجنونها التي جعلت -مثلاً- منتخب البرازيل يخسر بمونديال يستضيفه أمام ألمانيا بسبعة أهداف!!!
لو أعيدت المباراة مليون مرة لن تفوز ألمانيا بسبعة حتى لو لعبت البرازيل بقمصانها فقط لكنها كرة القدم المجنونة!!
ذهبنا لأمريكا نطمح بظهور مشرف وعدم تلقي هزائم ثقيله فوجدنا أنفسنا حديث العالم كمنتخب يتأهل لأول مرة..!!
ثقوا أن الفشل الكروي ليس مقياسًا لتسمية الأفضل أو الأسوء فكرة القدم عوامل متراكمة من كل شيء!!
أستطيع أن أرمي التهمة على من أشاء وأستطيع أن أبحث عن ضحية لكن كرة القدم لم تنته والمعركة لا زالت قائمة وهو ما يتوجب أن أناضل بثقة لأسهم بصناعة الفوز مرة تلو مرة ولن أيأس لأن منتخب بلادي يلعب باسمنا كلنا ومثلما يزرع الفرح علينا أن نقف معه عند الهزيمة..
تفاصيل صغيرة أو أجواء مفاجأة قد تقلب الموازين لكن الأهم كيف نتخطى ذلك بثقة وقوة دون أن نرسم الأحباط أو نسهم بتوريثه!!
الهدوء والثقة بالقيادة الرياضية الطموحة بقيادة ابن الوطن تركي آل الشيخ وتدارك الأخطاء بعناية وحكمة سيعجل من النهوض بقوة وبشكل سريع..
لا تحملوا الأمور فوق ما تحتمل وثقوا أن منتخبنا وقبل أكثر من ثلاثين عامًا ذهب مجهولاً إلى سنغافورة ليقلب التاريخ ويكتبه زعامة آسيوية كالحلم..
نعم اختلف الحال..
لكننا قادرون على استرجاعه..
نحن المملكة العربية السعودية..
فقط.. تسلحوا بالثقة..