سمر المقرن
نشرت إحدى الصحف تقريراً عن حالة إحدى مدارس تعليم قيادة السيارة، ووضعت عنواناً للتقرير: (الشرقية: 13 ألف سيدة يتدربن على القيادة و67 فقط تمكّن من الحصول على الرخص).. هذا العنوان يوحي بأن 12933 سيدة فشلن في الحصول على رخص القيادة، وأنهنّ أخفقن في اختبارات الاجتياز، ومن يقرأ التقرير يجد أنه لم يتخرج سوى هذا العدد لظروف المدرسة نفسها وليس بسبب إخفاق النساء المتدربات. وكنت أعتقد أن الإساءة تجاه المرأة في مواقع التواصل الاجتماعي فقط، لكن وصولها إلى وسائل الإعلام -الرسمية- أراه بادرة خطيرة جداً!
في الحقيقة، هناك إساءة واضحة للمرأة السعودية وتهكّم شديد عليها بأسلوب فج ومقزز قبل أن تخرج إلى الشارع وتقود السيارة، فيا ترى ما الذي ستفعله وسائل التواصل الاجتماعي و-بعض- وسائل الإعلام من إساءات للمرأة بعد قيادتها للسيارة؟ وكأن هناك حرباً على هذه الخطوة بشكل خاص وعلى تمكين المرأة بشكل عام، ولا يخفى علينا من يدير هذه الحروب التي يتم فيها استغلال البسطاء والجهلاء من الناس ومن وسائل الإعلام أيضاً، التي من المفترض أن تحمل الوعي الكامل تجاه ما يحاك ضد هذا الوطن واستخدام قرارات تمكين المرأة كأداة ومنفذ للإساءة!
ولعلنا نتذكر قبل أيام بسبب هذه الإساءات التي بدأت من وسطنا، أن خرجت إلى العالم الخارجي الذي يترقب هذه الخطوة بشغف، وما تلك الصور واليافطات المنشورة على جوانب وأرصفة بحيرة جنيف، التي تحمل إساءة واضحة وتهكّم علينا، لم تكن ولم تحدث لو لم تبدأ الإساءة من الداخل.
قبل عدة أشهر ظهر معالي وزير الإعلام الدكتور عواد العواد، بتصريح يجرّم كل من يسيء للمرأة السعودية، وأظن أننا اليوم بحاجة ماسة لتنفيذ هذا القرار ومحاسبة كل من يسيء للمرأة السعودية ويتهكم على قيادتها للسيارة حتى قبل أن تقود، وأظن أن القانون الصارم تجاه ما يحدث من إسفاف في مواقع التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام، سوف ينتهي ويتوقف بحد القانون.
نحن اليوم ننطلق إلى الأمام بسرعة هائلة، لا تحتمل مراكبنا من يريد خرقها وإعاقتها عن الوصول إلى مرافئ حياة رؤية 2030، ومن لديه مشكلة من المرأة السعودية يحاول أن يتعالج منها، أو يظل على ضفة الماضي بعيداً عنّا وعما نرجو تحقيقه لهذا الوطن.