«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
يوم بعد يوم يزداد الإقبال على شرب القهوة، لا في بلادنا فحسب وإنما في مختلف دول العالم. وعلى الرغم من كون القهوة التي باتت عالميه انطلقت وانتشرت من «الجزيرة العربية» بعدما اكتشف نباتها في الحبشة ومنذ القدم لكن شجرتها انتقلت بحكم قربها من اليمن ونجاح زراعتها فيها ومن اليمن انتقلت إلى العالم.
والقهوة المشروب الذي بات يعتبر الأول في العالم لها مكانتها العظيمة في مجتمعنا السعودي ولها تقديرها الكبير لدي مختلف أفراد الأسرة السعودية والخليجية وحتى العربية على الرغم من أن إعداد القهوة قد يختلف من دولة إلى أخرى لكنها تتميز بأهميتها العالية ومكانتها الرفيعة في كل بيت، بل وحتى لدي الأسر البسيطة.
وكل واحد يشرب القهوة حسب إمكاناته.. فحتى القهوة بإمكانك أن تشربها بتكلفة بسيطة عندما تعدها شخصياً.. كما كان البيت السعودي. وأهلنا في البادية من خلال تجهيزها من خلال (المحماس) على جمر القضا، في موقد النار..وبعد ذلك تتم عملية طحنها في «الهاون» ومن ثم صب الماء المغلي عليها في الدله «الرسلان» ووضعها بعد ذلك على الجمر لتغلي.. وعادة ما يضاف إلى مسحوق «البن» وحسب الرغبة أو العادة في هذا البيت أو ذاك بإضافة القليل من الهيل والزعفران.. وهناك من يضيف بعضاً من حبات القرنفل.
وتتصدر القهوة المناسبات الرسمية خصوصاً في مملكتنا الحبيبة، وبعض الدول الخليجية حيث تقدم لكبار الضيوف والزوار وباتت في العقود الأخيرة تقدم من ضمن الضيافة المتميزة للمسافرين في الطائرات والقطارات مع حبات التمر..وعبر القرون تشكل القهوة وتقديمها من علامات الكرم وحسن الضيافة في المملكة والخليج وبعض الدول العربية.
وفي مناسياتنا الاجتماعية تبرز القهوة في مقدمة ما يقدم للضيف.. هذا ويباع سعر كيلو «البن» القهوة المطحونة في الأسواق ومن نوع «الهريري» بـ30 ريالاً. ومع تطور وازدهار الحياة في بلادنا انتشرت مقاهٍ حديثة ومتطورة في العديد من دول العالم تقدم القهوة الساخنة بالحليب ذي الرغوة المثيرة.. وتختلف أسعارها على حسب النوعية والعلامة التجارية لهذا «الكافية» وبحسب دراسة أكاديمية سعودية للدكتورة فردوس بخاري بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، نشرت في إحدى الصحف المحلية.
تعتبر المملكة أكثر دولة بالعالم استهلاكاً للبن، وأن الكميات المستوردة من البن بشكل سنوي للأسواق السعودية والمستخدمة في إعداد القهوة العربية تقدر بـ(10.000) طن من البن، وأوضحت الدراسة أن نسبة استهلاك الفرد السعودي الواحد للبن وصلت إلى 3 كجم في العام الواحد، كما أوضحت الإحصاءات ذاتها أن السعوديين ينفقون بشكل سنوي أكثر من مليار ريال لإعداد القهوة بكل مكوناتها، فيما يتم استيراد أكثر من 26 ألف طن من الهيل والزنجبيل والزعفران بقيمة إجمالية تتجاوز 4 مليارات ونصف المليار.. كما تشير تقارير اقتصادية إلى أن عدد محلات القهوة بالسعودية يزداد بنسبة أكبر من 10 % سنوياً.. هذا وتشهد بعض دول العالم عملية تنظيم لمعارض سنوية لعرض آخر المنتجات التي تتعلق بصناعة وتجارة البن. وتعتبر منطقة جازان بالمملكة رقم واحد في إنتاج البُن وتتوفر بها أكثر من 700 ألف شجرة وتصدر إنتاجها لداخل المملكة والخليج.