د. عبدالرحمن الشلاش
لا نغضب من خسارة في كرة القدم حتى ولو كانت في افتتاحية أكبر تجمع عالمي لهذه اللعبة الغدارة. الخسارة في مصطلحات كرة القدم هي واحدة من ثلاثة احتمالات تصادف أي فريق إما الفوز أو التعادل أو الخسارة، خاصة إذا ما عولجت آثار الخسارة سريعاً للعودة مرة أخرى أكثر قوة وقدرة على الفوز والصمود وتحقيق النتائج الإيجابية وإسعاد الجماهير وإثبات قوة الكرة السعودية وأن ما حدث لا يعدو أن يكون كبوة جواد بسبب عوامل محيطة بالفريق ومحبطة للجماهير خاصة أن منتخبنا كان يلعب أمام فريق الدولة المستضيفة على أرضه وبين جماهيره، وربما أصاب اللاعبون الرعب أو سوءاً في التشكيلة لم يوفق فيها المدرب أو أن بعض اللاعبين كانوا في وضع فني أو نفسي غير جيد!
من حقنا داخل الوطن أن ننتقد بطريقة لائقة من أجل النصح، ومن الطبيعي جداً أن تختلف ردة فعل الجماهير فجميع السعوديين كانوا بانتظار منتخبهم ومن حقهم أن يستمتعوا بفريقهم وأن يتباهوا به لأنه يمثل الوطن وبحضور سمو ولي العهد والرئيس الروسي ومجموعة من الشخصيات العالمية. لكن حدثت الخسارة، وهي خسارة قد تتعرض لها أكبر المنتخبات العالمية، ولعلنا مازلنا نذكر خسارة المنتخب البرازيلي أشهر منتخب عالمي وأكثرها فوزاً بكأس العالم على مر التاريخ أمام الفريق الألماني على أرض البرازيل وبسبعة أهداف، وقد حدثت خسائر أمر من ذلك، فقد خسرت السويد عام 1974 في ألمانيا من البرازيل بسبعة أهداف مقابل هدف، وخسر المنتخب الأمريكي في النسخة الثانية من إيطاليا بسبعة أهداف، ومثلها تلقت شباك الفريق الاسكتلندي من فريق الأورجواي، ومني الفريق الكوري بهزيمة كبيرة من الفريق المجري عام 1954 قوامها تسعة أهداف.
الأمثلة طبعاً كثيرة في منافسات المستديرة لكن أوردت فقط بعض الأمثلة من كأس العالم رداً على كل من هاجم المنتخب السعودي وبضراوة خاصة من خارج المملكة من أولئك المرضى الحاقدين على المملكة والمتربصين بانتظار أي خطأ في أي مجال كان وليس في كرة القدم فقط. خسارة مباراة في كرة القدم لا تقلل من المكانة العظيمة للمملكة العربية السعودية في أي بقعة في العالم. يكفي أن أي قائد أو مسؤول سعودي يحل في أي بلد من البلدان المتقدمة يخطف الأضواء ويكون في المقدمة.
أولئك المرضى وخصوصاً القابعين في دويلة قطر من المرتزقة والعروبيين فرحوا كثيراً وابتهجوا، ولعل من الفوائد انكشاف الغطاء عن هذه العورات والسوءات القبيحة فقد عانوا الأمرين من كل ما يتحقق للسعودية من إنجازات وتقدم في كل مناحي الحياة، ولا نقول في الختام إلا «الكلاب تنبح والقافلة تسير».