فهد بن جليد
العنوان أعلاه هو الاسم الذي يُطلق على مسارات المشاة الجديدة التي تم استحداثها شمال الصين وفي مراكز التسوق هناك، وتخصيصها للأشخاص الذين يتصفحون هواتفهم الذكية أو يتحدثون بها أثناء المشي على الأقدام، الهدف دائماً التذكير بأنَّ استغراقك في تصفح هاتفك يجب ألاَّ يكون على حساب حريات الآخرين، وتعطيل مصالحهم وإرباك حياتهم وخططهم اليومية.. كم نحن بحاجة لمثل هذه الخدمة في مُجتمعاتنا التي نعاني فيها من ظاهرة الإفراط في استخدام الهواتف الشخصية في الأماكن العامة بشكل كبير وممجُّوج في كثير من الأحيان، والذي وصل إلى حد إقحامنا في خصوصيات الآخرين رغماً عنَّا، مع إثقال حركة الشوارع والممرات -لا لشيء- سوى أنَّ هناك من انشغل بتصفح هاتفه.
في بعض الولايات بأمريكا يُنظر إلى من يُخرج هاتفه الشخصي من جيبه ليتصفحة أو يتصل به أو حتى يُجيب على مُكالمة واردة، وهو يستقل وسائل النقل العامة، كمن يخرج سيجارة من جيبه ويشعلها دون مراعاة لصحة من حوله, الأمر له علاقة بخصوصية الآخرين، لأنَّهم غير معنيين بسماع محتوى مُكالمتك أو فحواها، وكذلك الأمر عندما تتصفح مواقع التواصل الاجتماعي وما تحويه من مقاطع صوتية وشيلات وضحكات مُزعجة, على طريقة استخدامك لهاتفك الذكي قد يعطل السير من خلفك أو يثقل حركته.
فأقل مُعدَّل قد تستغرقه للعودة من اندماجك عند سرقة النظر وتصفح هاتفك أو مُتابعتك لمقطع هو -20 ثانية- على الأرجح، حتى ترفع رأسك مرة أخرى وترى ما حولك، قبل أن تعود ثانية إلى هاتفك، ليس بوسع الآخرين انتظارك هذه المدة حتى وإن كانت ثواني معدودة، هم غير مُجبرين على ذلك، الأمر ينطبق على تعطل الحركة عند إشارات المرور، وفي الطرقات، وبطء دخول المواقف أو الخروج منها، وحتى عند سير المتسوقين في ممرات المولات والأسواق -وغيرها كثير- كل ذلك بسبب انشغال الناس بهواتفهم الذكية، تسرب الثواني وضياعها شيئاً فشيئاً بهذه الطريقة, يعني أنَّ العمر يُسرق منا بسبب المُنشغلين من حولنا بهواتفهم الذكية في الأماكن العامة، وهو ما يجب التنبه له وإثارته (للسلفونزيون) تماماً كم فعل الصينيون، حتى يتوقفوا أو يختاروا مسارات أخرى بعيداً عنَّا على الأقل.
وعلى دروب الخير نلتقي،،،