مثل شعبي قديم ومعروف لدى أهالي منطقة عسير يقال عندما يشعر الشخص باليأس من جدوى الحديث والنصيحة لشخص ما وأجده الآن يصف ما عليه حال أمانة منطقة عسير تنموياً.. فها نحن الآن على مشارف صيف جديد ولا نعرف ماذا قدمت الأمانة بمنطقة عسير وما الذي ستقدمه وما الذي حققته من إنجازات.. وكنا ننتظر منها أن تعلن عن عقد مؤتمر صحفي عاجل لنتحدث فيه بشفافية عن مشروعات متعثرة تمت معالجتها ومشروعات جديدة تمت ترسيتها وفرص استثمارية جديدة نجحت في التسويق لها.
فالتجاهل الواضح والمتعمد من الأمانة والغموض الذي يلف عملها يدعو للغرابة والتعجب فهل لا يزال مسؤولو الأمانة يتحدثون بلغة غير لغتنا، ويعتقدون أن المواطن لا يعي ولا يقدر ولن يثمن جهودها إذا ما أبرزتها إعلامياً وهل من المفروض علينا أن نتعامل مع الأمانة بعين لا ترى وأذن لا تسمع ولسان لا ينطق..؟.
هل تعتقد الأمانة بمنطقة عسير أن الإعلامي النزيه الحريص على العمل ضمن منظومة إعلامية موجهه لخدمة وطنه ومنطقته في مرحلة مهمة وحساسة لن يستوعب ما يدور حوله؟..
إن كل فرد في هذا الوطن يدرك أهمية المرحلة الانتقالية التي تعيشها المملكة العربية السعودية منذ إعلان رؤية 2030 ومنذ بدء العمل وفق خطة مسار التحول الوطني التي تتجه بكافة محاورها نحو التنمية الوطنية الشاملة، وتعدّ السياحة رافداً اقتصادياً مهماً لا يمكن تجاهله ولا يمكن أن تتحقق هذه الرؤية السياحية بدون عمل تكاملي ومنظم بين أمانة عسير وهيئة السياحة والتراث الوطني والزراعة والترفيه وجميع الجهات ذات الصلة وحسب ما أراه كمواطنه بمنطقة عسير جدية وتفاعل غابت الأمانة عنها وغيّبت نفسها عنه عن عمد.
هل تعتقد الأمانة أن لغة الإعلام القاسية معها نوعاً ما أتت من فراغ?.. فمنذ عام كامل ونحن نتساءل ونتواصل ونبحث ونجتهد للترويج لعاصمة السياحة العربية 2017 التي أعلنت العام الماضي وانتهت وجميعنا يعلم أنها لم تكن بكامل جاهزيتها لهذا اللقب رغم محاولتنا الفاشله لتسخير كافة الوسائل الإعلامية للترويج لها «حتى البروبوغندا» بمفهومها المؤثر لم تجد بداً من تقديم إعتذارها سلفا وأعلنت فشلها قبل البدء.
«فالبروبوغندا» والمؤثرون لابد قبل بدئهم بالترويج للتأثير على الرأي العام وتوجيهه لابد أن يعرف مسبقاً ما له وما عليه وأن يعرف سلبيات المكان قبل إيجابياته.. ولكن ما حدث ومازالت فيه «أمانة عسير» هو أنها تعيش حالة صمت متقوقعة على ذاتها فلا هي بررت سلبياً ولا أشادت بإيجابي!!.. ولا زالت تعيش بمنطق غريب عجيب وتتحدث بلغة صلاحيات ولم تقتنع بعد بأن المسألة تكاملية، ولن تحقق النجاح إذا لم يقتنع المسؤولون فيها بذلك وإذا استمرت على حالها «ستظل أسيرة هذا المثل الشعبي خطط في ماء واقبص في حيد.
لن يكون الإعلام السعودي ولا الإعلاميون إلا داعمين لوطنهم ولسياحة منطقتهم في هذه المرحلة التي ميزت الخبيث من الطيب وأثبتت طيب وأصالة الإنسان في منطقة عسير وحبه وإيمانه بما تملكة منطقته من مقومات طبيعية وسياحية وبشرية قادرة على المنافسة بقوة متى ما استثمرت هذه المقومات بالطريقة الصحيحة.
كلي أمل هذا العام أن تتم استضافة مسؤولين بأمانة منطقة عسير استضافة غير مشروطة بمعرفة محاور اللقاء قبل الموافقة عليه كما حدث في العام الماضي، وبالرغم من الاتفاق المسبق على المحاور نتفاجئ قبل الموعد بساعات بتقديم اعتذار عن الظهور الإعلامي «تباً لك يا طائرة الأحلام.. فلعنتك حلت» سيناريو لفيلم غامض لم ينجح أحد في إغلاق ملفه.