محمد جبر الحربي
-1-
أنا غبتُ عنِّي لأفهمَنِي
فإذا ساءلوكَ..
فإنِّي اعتكفتُ
فأسَّسْتُ لي بالجمالِ غياباً
وأسَّسْتُ لي في الغيابِ جمالاً
ومِنْ ثمَّ عدتُ
فلا بدَّ لي أنْ أعودَ..
أنا أجملُ العائدين لأهلي
لأغصانِ بوحِ الكتابةِ
أُدني الغصونَ
وأُعْلِي الثَّمَرْ
أنا غائبٌ..
ويُبهِجني أنني سيِّدٌ في الحضورِ
ويشهدُ في حضرتي الوقتُ
تشهدُ أغصانُهُ بالمطرْ..
ويشهدُ عطرُ القصيدةِ
أنَّى أكونُ
تجودُ الصُّوَرْ..!
-2-
ما هذهِ الغِرْبَانُ تنقرُ مُهجتِي
حتَّى تقاطرَ مِنْ دمايَ التُّوتُ..؟!
وأنا الذي يحيا..
وأعودُ كالعنقاءِ كيْ أحيا
وتعودُ تنمو في النَّواحي
حولَ قلبي أذْرُعٌ
أوْ أفْرُعٌ،
وتعودُ تُشرِقُ في عيوني
أسْطُحٌ وبيوتُ.
تلكَ الفراشةُ بنتُ ضوئي كالسَّنَا،
وأنا الزُّمرُّدُ
توْقُ مَرْجانٍ دنَا،
وهيَ التي في نبعِها
وبطبعِها الياقوتُ.
-3-
أنا اشتقتُ للكفّ تسحبُني في السَّراةِ
وتمنحُ لي شجراً مِنْ جبالِ الهَدَا والتخومْ.
تُهدهدُني وهيَ تقطفُ لي غيمةً
غيمتينِ
فتُشعِلُني بالنُّجومِ
وتُشغِلني بالكرومْ.
أنا اشتقتُ
للرُّدَّفِ المتهادي كعطرِ السُّهولِ
وللبيتِ مِنْ خشبٍ سقفُه المتعالْ.
«لدكَّتِّنَا»
للطفولةِ
للجارِ: نهْلٌ
لجاراتِنا:
بنتُ عبدِ الحميدِ
وأمُّ منالْ.
وللسُّوقِ سوقِ المدينةِ
يا للبخورِ
ويا للحضورِ
فكمْ في العيونِ اشتعالٌ
وكمْ في العيونِ احتمالْ.
ويا حبُّ قلْ لي:
أمِنْ عنبٍ سوفَ نروي الدماءَ
أمِ البنُّ سيُّدُ أوقاتِنا والدِّلالْ..؟!
ويا جبرُ كمْ بي اشتياقٌ لجبرةَ
عندَ السَّماءِ
وعندَ المياهِ
فكمْ حجرٍ قدْ قذفتُ على سطحِها فاستطالْ.