سعد الدوسري
ابتداءً من صباح اليوم الأحد، 10 شوال 1439 الموافق 24 يونيو 2018، سوف يكون بمقدور المرأة السعودية قيادة سيارتها الخاصة، لأول مرة في تاريخها. ومثل أي قرار جديد، يُطبَّق للمرة الأولى، سوف نواجه جميعاً بعض الصعوبات، ولكننا سنتمكَّن سوياً من التغلّب عليها، وسيتحوّل الأمر، من خوف ورهبة، إلى مسألة من المسائل الاعتيادية.
إن إلزام قائد السيارة بالسرعات المحدَّدة، وبربط حزام الأمان، وبعدم استخدام الهاتف المتنقِّل، وفرض غرامات مالية عليه، في حالة مخالفته لهذه الأنظمة، لم يكن بالأمر الهيِّن عليه وعلى الكثيرين مثله، لكنه صار ضمن نسق تعامله اليومي مع القيادة. وسيكون وجود المرأة كقائدة سيارة في شوارعنا، موضوعاً عادياً، خلال فترة قصيرة، وسوف لن يتمكَّن مَنْ أسميتهم بـ«الفوضويين»، من تعكير بداية الفصل الأول من الرواية الطويلة للتحول الاجتماعي في المملكة، والذي راهن المتحاملون على تجربتنا التحديثية، على فشلها، لكنها نجحت وستظل تواصل نجاحاتها.