صيغة الشمري
أكثر ما تعانيه إدارة الموارد البشرية في الكثير من المنشآت هي انفراد شخص واحد بقرار التوظيف بفكر فردي يفتقد الفكر المؤسسي، مع عدم وجود نظام إداري يحاسب هذا الشخص أو يكافئه في حال نجح أو فشل قراره في توظيف شخص ما.. لا تخرج أغلب مهام مدير الموارد البشرية عن مهام إدارة المتابعة أو الإدارة القانونية في المنشأة وبإمكان أي شخص أن يرأس هذه الإدارة بعيداً عن معايير النجاح أو الفشل، في الكثير من المؤسسات الكبرى يولى التوظيف برمته لهذا الشخص دون تدقيق بأن مدير الموارد البشرية نفسه قد لا يملك الخبرة بشكل كبير في تخصص الموظف الجديد الذي يجري معه المقابلة فيركز على أشياء لا علاقة لها بشكل مباشر بمهمة الموظف الحقيقية والتي تقدم لها، بالإضافة لعدم الاهتمام بالأخلاق المهنية التي تستوجب الاتصال بالموظف بعد المقابلة الشخصية وإبلاغه بكل أدب واحترام أسباب عدم حصوله على الوظيفة لتقديم صورة إيجابية عن المنشأة وحرصاً على وقت شخص قد ينتظر ويتأمل ويضيع فرص وظيفية أخرى أملاً في توظيفه، قلة من يملكون تخصص حقيقي في ادارة الموارد البشرية وفي الغالب يتم منحها كيفما أتفق دون وعي بأهميتها القصوى، ليس هناك خططاً إدارية تلزم مدير الموارد البشرية برفع المستوى المهني لموظفي المنشأة كما لا توجد إداة لقياس إنتاجيته في ظل تساهل قادة المنشآت بمتابعة المسؤولين عن الموارد البشرية عبر تقارير إدارية عن كل موظف غير تلك التقارير الكلاسيكية التي لا تقدم ولا تؤخر في رفع مستوى إنتاجية الموظفين أو إنتاجية المنشأة بشكل عام، مع ملاحظة الخلط الكبير بين مفهوم إدارة الموارد البشرية وإدارة شئون الموظفين كون الموارد البشرية أشمل وأكبر بكثير من إدارة شئون الموظفين لكونها تعتبر الموظف من موارد وأصول المنشأة التي يجب استثمارها عبر تطويرها بالتدريب المتواصل والخطط الإدارية التي تنظر إليه عبر هذه الأهمية القصوي بينما تنظر له شئون الموظفين على أنه أجير لدى المنشأة وهناك فرق شاسع غير مدرك عند الكثير من منشآتنا للأسف الشديد، كذلك ندرة من مدراء الموارد البشرية من لديه اهتمام بدراسة أسباب خروج كل موظف من المنشأة سواء باستقالة أو فصل أو غيرها، نحن في زمن تطور فيه العلم الاداري وتطورت عقول ومفاهيم الموظفين وعلينا إدراك ذلك إن أردنا الحصول على مجتمع تتنافس جميع منشآته على القفز نحو بلد يقارع بلدان العالم الأول، مؤسف ان إدارة المواردلبشرية لا يراعي من يقودها مفهوم كلمة (موارد) ولا مفهوم كلمة (بشرية).