فهيد بن سالم العجمي
على عكس البحث عن الحقيقة، هناك جهة إعلامية تعمل ليل نهار على نشر وزراعة الفتنة بين العالم، عملها الدؤوب الذي تسعى إليه هو العبث بأمن الوطن العربي، من خلال بث سمومها عبر تقاريرها الصحفية المغلوطة، فاستخدمت إمكاناتها الإعلامية كخنجر مسموم للطعن في الحقيقة التي أوجعت الحكومة التي تتبعها، فهي دائماً ما تنشر سمومها، ولا تتوانى عن عمليات البحث عن كل ما يمكن أن يشق الصف العربي، وكأن هذه مهمتها، وفعلًا هذا هو الواقع والأقرب إلى الحقيقة.
الأساليب والألاعيب التي استخدمتها عبر سنوات طويلة، كانت كفيلة بأن يكتشف المتابع ما تحمله برامجها وتقاريرها وأخبارها من خبث ولؤم، فنشرت قناة الجزيرة الفتنة، إلا أن عملها بات مكشوفاً لدى الجميع بما تقدمه من برامج ليس لها هَمّ إلا أن تنخر في جسد هذه الأمة، ولم تترك دولة إلا وتدخلت في شؤونها الخاصة حتى أصبحت القناة بؤرة لكل فاسد يريد أن ينشر سموم أفكاره المتعفنة للغير.
حيث وصفت قناة الجزيرة كثيرًا بأنها منبع الفتنة والضلالة، بل ذهب البعض إلى أبعد من ذلك، حيث أشاروا إلى أنها «بؤرة الإرهاب»، بما تقدم وتساعد على نشر كثير من الأجندات التي تعبر عن الإرهابيين حتى اتهمت بأنها الداعم الأول للإرهاب، وما أحداث 11 سبتمبر إلا شاهد على ذلك.
كثيرًا ما نسترسل في الرأي ونضع النقاط فوق الحروف ونضع أفكارنا فوق متطلباتنا من أجل أن نعرف حقيقة هذه القناة وأهدافها وماذا تريد من عالمنا العربي، العالم تغير وأصبح الجميع يعرف الكثير من المعلومات المختلفة من خلال تنوع المصادر، لذلك عرفت «الجزيرة» على حقيقتها وأصبحت عند الجميع هي الفتنة التي أطلت علينا في زمن كان من المفترض أن نتجنب مثل ذلك.
فمنذ أن أطلت علينا القناة ببرامجها المختلفة ولا زالت وهي تنخر في جسد هذه الأمة عبر برامجها المختلفة حتى اختيارهم لضيوفهم يختلف عن باقي القنوات المعروفة التي تعمل باحترافية حقيقية، إلا هذه القناة فإنها تختار دائمًا أهل الفتنة والضلالة، وكثير منهم مطلوبون في قضايا مختلفة احتوتهم الدولة المارقة قطر، نعم هكذا هي قناة الجزيرة تبحث دائمًا عن مثل هؤلاء حتى تستعملهم ضد بلادهم، ولكن خاب فألها، وضاع فكرها، فالجميع علم حقيقتها.
لا يمكن لنا أن نقر ما تفعله القناة، فهي مارقة تتحدث باسم الإعلام الجديد وهي بعيدة كل البعض عن ذلك، تتحدث عن الرأي والرأي الآخر وهي أبعد من ذلك، فلماذا لا تتحدث عن قطر طالما أنها تؤمن بالرأي والرأي الآخر، فقطر فيها كثير من المشكلات وشعبها يعاني كثيراً، ولماذا لا تفتح ملفات تلك الدولة وتتحدث بمصداقية حقيقية تكشف فيها الكثير عنها، فهي تتحدث كثيرًا عن الدول العربية وتبحث عن كل ما يمكن أن تتحدث عنه حتى ولو كان ما تبثه غير صحيح، فهي تبحث عن الفتنة، فمثلاً تريد أن تغير صورة المملكة الرائدة في العالم وخاصة العالم الإسلامي، ولكن خاب مسعاها وضاع كيدها، فالمملكة رغماً عنها معروفة بما تقدمه من مساعدات للجميع، وتقف مع كل دول العالم الإسلامي في مختلف قضاياها، بل وتعمل المستحيل من أجل أن تحقق السلم العالمي في جميع المجالات.
وما تفعله المملكة في القضية الفلسطينية لا ينكره إلا مكابر، فهي تدعم القضية الفلسطينية من منطلق إيمانها بحق الشعب الفلسطيني في قيام دولته، بل إنها الدولة الأولى التي تدعم فلسطين في كل المجالات، وتقف في وجه العدو الإسرائيلي دائمًا مطالبة بحقوق الفلسطينيين، وعلى النقيض من ذلك تحاول قناة الجزيرة اللعب على الأوتار وتضرب هذا بذاك، ولا تتحدث عن دولتها الداعمة لها.
فقطر فيها الكثير من المشكلات التي كان من الممكن أن تكون لها مواضيع مهمة لكنها لا تريد أن تشير إلى الحقيقة، ولا يحلو لها الحديث إلى عن مملكتنا الأبية التي ضربت كثيراً من معاني الوفاء ونكران الذات والوقوف مع دول العالم الإسلامي، بل هي الرائدة التي لا يمكن تجاوزها أبدًا، فهي قبلة المسلمين التي تعمل من أجلهم ويكنون لها كل الحب والتقدير، يعرفون حقيقة المملكة وما تقوم به يدفعها لذلك حبها للإسلام الصحيح المبنى على الوسطية القائم على احترام الغير دون التدخل في الشؤون الخاصة للدول، هكذا هي السعودية، فقيادتها -حفظها الله- تقوم على مبادئ إيمانية خالصة فيها كل المعاني السامية للإسلام الوسطي الذي يقوم على المبادئ الحقيقية لديننا الحنيف.
وفق الله قيادتنا دائمًا لفعل الخير وقيادة هذه الأمة إلى بر الأمان وحفظهم من كل شر.. وجعل كيد قناة الجزيرة مردودًا عليها، وكل من يقوم بدعمها، وفضحهم أكثر من ذلك.. ونهمس في أذن هذه القناة بأن عهدهم قد انتهى، وأمرهم قد ظهر لكل شعوب هذه الأمة، وأصبحت تنعق كالبوم لا يسمعها إلا خائن.
حفظ الله مملكتنا قيادةً ومواطنين وجعلها دائماً وأبدًا قبساً مضيئاً لكل شعوبنا الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها.