عبد الاله بن سعود السعدون
تشهد العاصمة التركية تنافساً ساخناً يوم الأحد في الرابع والعشرين من يونيو الحالي بين كتلة المعارضة الموحدة تحت شعار منافسة الرئيس أردوغان مع اختلاف انتمائاتها السياسية والتي تتدرج من العلمانية الأتاتوركية ممثلة بحزب الشعب الجمهوري حزب مؤسس الجمهورية التركية أتاتورك حتى حزب السعادة الإسلامي والذي أسسه أربكان تحت مسمى (تحالف الأمة) وقد أتبعت المعارضة إستراتيجية جديدة تهدف لتشتيت الأصوات الانتخابية بين ستة مرشحين يمثلونها لوضع جدار صد انتخابي لمنع فوز أردوغان من المرحلة الأولى والتي تتطلب الفوز بأكثر من نصف أصوات الشعب التركي (50 %+1).
تحظى الانتخابات البرلمانية التركية المبكرة بأهمية بالغة لاعتبارها وبإجماع المحللين السياسيين والإعلاميين في تركيا والعالم لتداعياتها العديدة والمؤثرة في المستقبل السياسي القريب لحزب العدالة والتنمية ومعه المشهد السياسي لتركيا بمحيط العملية السياسية بأكملها، علاوة على تحديدها لنوع الحكومة القادمة بين الائتلافية والأغلبية التي يسعى لها حزب العدالة والتنمية.. ليستمر بتنفيذ برامجه السياسية والاقتصادية والتي تعرضت في الآونة الأخيرة للكثير من الهزات الداخلية والتي يشار إلى التدخل الأقليمي والدولي في الشئون الداخلية التركية وبالذات نوايا معادية لنهج الرئيس أردوغان السياسي والمحاولات العديدة لإزاحته عن سدة الحكم في تركيا الإسلامية لخشية تهديد اقتصاديات الاتحاد الأوربي اقتصادياً والمشروعات السياسة المطروحه إقليمياً من النظام الإيراني في سوريا والعراق وتدخل إسرائيل بمشروعاتها المتعددة الرؤوس والاتجاهات لاضعاف القوى العربية والإسلامية والسيطرة على غاز وبترول أعماق البحر الأبيض المتوسط والتي تجد تركيا العائق الأول لتنفيذ أطماعها الإقليمية.
وتظهر دور الاستطلاع للرأي العام المقربة لحزب العدالة والتنمية بتوقع فوز الرئيس أردوغان من الجولة الأولى وبنسبة قد تصل إلى 56 %، وهذا التفاؤل مفرط بالأمل ويعتمد على تحليلات لا تأخذ المتغيرات السياسية والاقتصادية بنظر الاعتبار وتعتمد على مصادر قريبة من الحزب الحاكم فقط.. أما دور استطلاع الرأي المهنية والتي تعتمد على الاستبيان الميداني ورسم جداول النتائج بناء على ما يدور بالشارع السياسي التركي والذي يبين صعوبة التنافس الانتخابي هذه المرة وأن حظوظ فوز الرئيس أردوغان في الجولة الأولى تعتبر ضرباً من الحظ أن تحققت لأسباب عديدة أهمها التحضير الجدي لكتل المعارضة لهذه الانتخابات وطرح شخصيات قريبة من رضى الشعب التركي أمثال محرم أنجي والسيدة ميرال أكشنار ووضع الناخب أمام سبعة اختيارات مما يجعل نسب التصويت تتدرج حسب الانتماء الحزبي والمواصفات الشخصية لكل مرشح ولمعرفتي القريبة باتجاهات وميول الناخب التركي ولعلاقتي بهذا الملف لأكثر من أربعة عقود وبصفتي مراقب إعلامي محايد فإني أرى بأن الرئيس أردوغان لن يتجاوز المرحلة الأولى بسهولة ومن المتوقع أن يصل إلى نسبة من الأصوات بين 45 إلى 48 % ومنافسيه مرشح حزب الشعب الجمهوري محرم أنجي سيتحقق له نسبة تتدرج بين 25 إلى30 %، أما ما تسمى بالمرأة الحديدية ميرال أكشنار زعيمة حزب الجيد فلن تتعدى نسبة 20 % إن لم تكن أقل من ذلك.. وتشكل المرحلة الانتخابية الثانية إن حدثت تنافساً سهلاً بين الرئيس أردوغان والسيد محرم أنجي مرشح التيار العلماني الأتاتوركي. وسيتخطى الرئيس أردوغان نسبة الخمسين بالمائة «زائد واحد» بكثير قد تصل إلى 60 %.. أما تحقيق أغلبية برلمانية فكل التحليلات الإعلامية تتجه نحو إمكانية فوز حزب العدالة والأحزاب المتحالفة معه لتحقيق 331 مقعداً نيابياً والفوز بالأغلبية البرلمانية وتشكيل الوزارة القادمة من صفوف حزب العدالة والتنمية وحلفائه. ونتمنى للشعب التركي الشقيق فوزه بقيادة وطنية منتخبة يرتضيها تأخذ بيده نحو التقدم والسلام والازدهار.