د.دلال بنت مخلد الحربي
لا شك أن السماح للمرأة بقيادة السيارة أمر مميز وقرار حكيم وضع الأمور في نصابها الصحيح، وطوى صفحة لم تكن جيدة باعتبار أن المملكة العربية السعودية آخر دولة في العالم تقود بها المرأة السيارة رسمياً.
وأيضاً لا شك أن هذا القرار يخفف على المرأة أعباء كثيرة، ويساعد شريحة كبيرة من الموظفات والعاملات على الأخص على قضاء حوائجهن، وهن في الحقيقة أكثر المستفيدات من هذا القرار لأن معظمهن لا يملكن القدرة على جلب السائق الخاص.
إذاً الشريحة المستفيدة هي الشريحة العاملة في أي مجال كانت، وفي أي موقع، لكن يجب ألا نجعل من هذه المسألة مقياساً لتقدم المرأة وأخذ حقوقها متناسية ما حصلت عليه المرأة عبر العقود السابقة، وما قدمته المرأة نفسها من أعمال كبيرة في شتى المجالات، وتناست أسماء نساء عرفن حتى في الغرب وكانت لهن إسهامات علمية وحضور مشرف.
الاحتفال يجب أن يكون بحدوده المعقولة، فإن كانت قيادة المرأة للسيارة تأخرت لأسباب، إلا أنها تحققت بقرار سيادي حازم وحاسم، وهو ما عرف عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وسنده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
لنتذكر اليوم أن هناك مئات النساء اللاتي كن يقدن السيارة في البادية، وكن يعتمدن عليها في تنقلاتهن بحكم الحاجة، ولنتذكر أن أولئك النساء مارسن هذا الحق فعلياً منذ أكثر من أربعين عاماً تقريباً وكانت الحاجة تدفعهن لذلك ومجتمعهن كان يقبل ذلك دون تحفظ أو تشكيك.
لنفرح ولكن ليس على هذا النهج الذي دفع بشامتين نظروا إلينا وكأننا من خارج التاريخ.