برلين - (د ب أ):
ينطلق صوت مثقب طبيب الأسنان وفمك ممتلئ باللعاب ولا يمكنك بلعه.. ما الذي أتى بي إلى هذا المكان. يشعر الكثير من الأشخاص بفزع خلال الجلوس على مقعد طبيب الأسنان في لحظة كهذه. غير أن هناك البعض يخافون من الأطباء بشكل عام، حيث يعانون من «فوبيا الأطباء».
ووفقاً لبعض التقديرات هناك ما يصل إلى مليوني شخص في دولة مثل ألمانيا (يبلغ تعدادها 83 مليون نسمة) يخافون من الأطباء أو الإجراءات الطبية، بحسب الطبيب أرنو دايستر، رئيس الرابطة الألمانية للطب النفسي والعلاج النفسي والعلم النفسي الجسدي، حيث يقول: «عدد هؤلاء الذين يعانون من فوبيا حقيقة أقل بالتأكيد». بعض الأشخاص يمقتون ببساطة الذهاب إلى الطبيب.. وآخرون يرجئون موعدهم مع الطبيب حتى إذا كانوا يعانون من مرض خطير، حتى يفوت الأوان. ولكن كيف يمكن القول ما إذا كنت متوتراً فحسب أو تعاني من مشكلة حقيقية؟.. ويقول ماركوس باير، نائب رئيس الرابطة البافارية للممارسين العامين: «اضطراب معين أو قرقرة المعدة شيء طبيعي ولكن التعرق بغزارة وتسارع ضربات القلب علامتان على ذعر حقيقي». لا يخاف بالضرورة من يعانون من فوبيا الأطباء من إجراء مؤلم محتمل أو تشخيص مقلق، إنما من زيارة الطبيب في حد ذاتها.
وتوضح الطبيبة كريستا روت-زاكنهايم، رئيسة الرابطة المهنية للأطباء النفسيين الألمان، «غالباً ما يكون الخوف من فقد السيطرة.. حيث يعتقدون أنهم قد لا يعودوا يملكون السيطرة على أجسامهم ويقلقون من أنهم يمكن أن ينهارون أو يبللون أنفسهم أو يقولون شيئاً أحمقا».. وكلما زاد تأجيل زيارة الطبيب جراء فوبيا الأطباء ساءت حالتهم المرضية. وبالتالي ينتهي الحال بالإجراء الطبي أكثر بغضاً إذا ما زاروا في النهاية الطبيب، وهو ما يسوغ خوفهم ويفاقم منه: إنها دائرة مفرغة.
ولحسن الحظ يمكن علاج فوبيا الأطباء بشكل عام بالعلاج السلوكي الإدراكي. يقوم المريض والمعالج بتحليل تسلسل الأحداث في جراحة طبية بالتصوير البطيء. وبعد ذلك يتعرض المريض تدريجيا لما يثير مخاوفه.