د. أحمد الفراج
بعد أن أوكلت له مهمة مشروع «تمكين تنظيم الإخوان» من حكم العالم العربي، كان حمد بن خليفة منتشياً، يمني النفس بنجاح المخطط الرهيب، الذي تولى هو شخصياً كبر تنفيذه، وأنفق أموال الشعب القطري في سبيله، فها هي لحظة النصر قد حانت، في مخيلة حمد، وبدأ يتخيل مشهد العالم العربي، الذي سيحكمه تنظيم الإخوان، وتكون عاصمته السياسية هي الدوحة، ولعله فات على حمد، ومن يقف وراءه، أن شعوب دول الثورات العربية لم تكن سعيدة بأوضاعها، ولكنها لم تكن جاهزة ولا مستعدة للثورة، ولكنها تجاوبت مع «التثوير» المصنوع، وهو التثوير الذي وقف وراءه رجل الخيبات، باراك أوباما، ومعه جون كيري، الصديق الحميم لملالي طهران وتنظيم الإخوان، وهيلاري كلينتون، ومعها مستشارتها القريبة لقلبها، وربيبة تنظيم الإخوان، التي رضعت ايدولوجية التنظيم من والديها، أي السيدة هوما عابدين، التي كان لها دور كبير في مأساة العرب، وكان يراد لها أن تكمل دورها التخريبي مع الرئيسة هيلاري كلينتون، التي أدخلها دونالد ترمب مزابل التاريخ.
أيضا فات على حمد بن خليفة أن تنظيم الإخوان، الذي توهم أنه سيمنحه زعامة العالم العربي، لم يكن مستعداً ولا قادراً على حكم الشعوب، فرغم أن التنظيم بارع في الحشد والتجييش، إلا أن قدراته القيادية لا تتجاوز السيطرة على الفقراء، وتوزيع الرز والسكر عليهم، ولم يكن التنظيم ليستطيع حكم مدينة صغيرة، ناهيك عن دول محورية كبرى، وهو الأمر الذي اعترفت به بعض قيادات التنظيم، وكان أحدهم مشاركاً لي في أحد البرامج التلفزيونية، واعترف بهذه الحقيقة المرة، أي عدم جاهزية التنظيم للحكم، وكان أهم أسباب فشل التثوير العربي المصطنع، هو أن قادته كانوا أدوات، لا تنتمي للشعوب الثائرة، مثل غلام موقع قوقل، المصري وائل غنيم، والبليونير يوسف القرضاوي، الذي له ثأر مع جيش مصر العظيم، والشيخ الإخواني الثري، راشد الغنوشي، وشيخ ليبيا والوزير الزاهد!، مصطفى عبدالجليل، والمقلب الكبير، محمد البرادعي، الذي قضى حياته خادماً لأجندات تمزيق العالم العربي المنكوب، فقد أكمل في مصر ما بدأه بالعراق، قبل ذلك بثمانية أعوام.
توهم حمد بن خليفة، ووراءه معظم الشعوب العربية، وبنفخ رهيب من قناة الشر الموجهة، جزيرة قطر، أن هتافات ميدان التحرير هي التي أسقطت حسني مبارك، وتناسى أن ما حصل في مصر كان انتفاضة، لها مثيلاتها فيما مضى، وأن من أسقط الرئيس مبارك هو نزع عرّاب التثوير، باراك أوباما، الغطاء الأمريكي عنه، عندما طالبه بالتنحي، ووقوف جيش مصر على الحياد، وقد صدّق حمد أنه سيحكم مصر عن بعد، ولذا أرسل شريكه في المؤامرة، يوسف القرضاوي، إلى ميدان التحرير، وسار القرضاوي الخيلاء، وسط جموع الثائرين، الذين لم يدر بخلدهم أنهم كانوا ضحايا لتثوير مصطنع، يهدف لاستبدال الرئيس مبارك بتنظيم الاخوان الفاشي، وهو التنظيم الذي قيل إنه فاز في الانتخابات، ثم تناسى الشعب المصري، وبدأ مشروع التمكين، فطرد كل حلفاء الثورة، الذين لا ينتمون للتنظيم، تماماً كما فعل الخميني في إيران، فنظام الإخوان هو النسخة السنية من نظام الملالي، ثم بدأت خيوط مؤامرة التثوير الاوبا-اخواني تتبين، وبدأ حمد وجزيرته يتخبطان يمنة ويسرة، وسيتواصل الحديث عن مؤامرة التثوير وعرّابيها!.