«الجزيرة» - واس - الاقتصاد:
شهدت معارض وتوكيلات وشركات السيارات في المملكة إقبالاً ملحوظاً عقب دخول الأمر السامي الكريم القاضي بالسماح للمرأة بقيادة السيارة حيز التنفيذ، حيث أنشأت بعض الوكالات مجلساً استشارياً، وعمل بحوث استقصائية للاستفادة من هذا القرار الحيوي والإستراتيجي لجمع المعلومات وبناء خطط للتعامل مع هذه النقلة النوعية في المجتمع السعودي، يصحبه حالة من الانتعاش الاقتصادي في كثير من القطاعات ذات العلاقة مثل قطاع التأمين والصيانة واكسسوارات السيارات. وفي هذا الشأن قامت بعض الوكالات بافتتاح صالات عرض خاصة بالنساء، وتوظيف فتيات سعوديات مؤهلات تم تدريبهم وتعريفهم بالمواصفات ومزايا المركبات، وشرح وسائل السلامة التي تتمتع بها كل مركبه، إضافة إلى أسعار السيارات، ليسهل عليهن إيصال المعلومات لراغبات في شراء السيارات.
كما منحت بعض شركات السيارات النساء الفرصة لتجربة القيادة للمرة الأولى وتعلمها بمساعدة مدربين من أقاربهن، لصقل مهاراتهم في القيادة وبناء ثقه من خلال دورة تدريبية خاصة. وحسب «واس» أشارت المعلومات والدراسات التي قامت بها وكالات السيارة في المملكة، إلى بعض العوامل التي تحكم شراء المرأة للسيارة، منها الفئة العمرية، والحالة الاجتماعية، والقدرة الشرائية. ووفقاً للمعلومات فإن غالبية النساء حرصن عند اختيار نوع السيارة، أن تكون وسائل السلامة بالمركبة ذات تجهيز عالٍ بوسائل أمنه مثل الوسائد الهوائية والنقاط العمياء، وأن تكون السيارة بارتفاع معين، إضافة إلى معرفة كفاءة استهلاك الوقود في المركبة. وتقوم وكالات السيارات بتعريف النساء بوسائل السلامة في المركبة، كحزام الأمان، وأكياس الهواء التي تسهم -بأذن الله- عند تعرض السيارة لحادث في حماية الركاب، إضافة إلى ضرورة إبقاء الأطفال في المقاعد الخلفية، وتخفيف السرعة، وفحص السيارة كل فترة وصيانتها، حيث تساعد الصيانة الدورية للسيارة على معرفة الأعطال التي ينبغي إصلاحها، إذ تعدّ وسيلة أمان رئيسية للحماية من حوادث السير، كما تعدّ مشكلة ضغط الهواء في الإطارات سبباً رئيسياً لوقوع الحوادث لاحتمالية انفجارها. وتقدم شركات السيارات للنساء، عند شراء المركبة خدمات ما بعد البيع كالمساعدة على الطريق، وتأمين قطع الغيار وتقديم أعمال الصيانة للمركبات بالإضافة إلى أخذ آرائهم في كافة الخطوات المتعلقة بقيادة المرأة واستطلاعات الرأي حول هذا الموضوع. وأوضح مدير المبيعات في أحد توكيلات بيع السيارات غيثان الشمراني، أن شركات السيارات في المملكة، عملت منذ صدور قرار السماح للمرأة بالقيادة خطط تعريفية سعت إلى تقديم خدمات متنوعة تسهم في خدمة النساء الراغبات في شراء المركبات، حيث تمت تهيئة صالات العرض لاستقبالهن، كما تم توظيف فتيات ذوات كفاءة عالية، مبيناً أن معظم الشركات تتنافس في تقديم عروض للنساء مثل الصيانة المجانية، وتقديم خدمة المساعدة على الطريق، واستلام وتسليم السيارة من باب المنزل، وكذلك خصم قيمة الرخصة من قيمة السيارة وغيرها من عروض وخصومات لنساء هذا البلد المعطاء.
من جانبه أشار مدير عام مركز إحدى وكالات بيع السيارات بالرياض المهندس فارس الثابت الشهراني إلى أن السماح للمرأة بقيادة السيارة فتح مجالات واسعة للوظائف الخاصة بالسيدات لتقديم الخدمات للراغبات في شراء سيارة بكل راحة وسهولة, وذلك إيماناً بدور المرأة الكبير في المجتمع. وأكد أن الأمر السامي له أبعاد كبيرة، اقتصادية واجتماعية، مشيراً إلى أن هناك سيارات بمعايير محددة ترغبها السيدات في السوق السعودي ومن أهم هذه المعايير التوفير في استهلاك الوقود، وأنظمة السلامة والأمان، وحجم السيارة، والشكل الخارجي، وغيرها، وكلها معايير تم توفيرها في السوق السعودي لتسهيل عملية الاختيار.
من جانبها، أفادت مستشارة المبيعات في إحدى الوكالات ابتهال السلطان أن إقبال السيدات على معارض السيارات ازداد بشكل كبير منذ أن صدر الأمر السامي بالسماح لهن بقيادة السيارة، وقد ازداد الإقبال بشكل أكبر بعد دخول الأمر حيز التنفيذ، مؤكدةً أن السماح للمرأة بقيادة السيارة وفر على الأسرة أموالاً طائلة كانت تصرف على وسائل المواصلات، إضافةً إلى تمكين المرأة من خدمة نفسها بشكل أفضل. وأضافت السلطان: إن اختيار السيدات لأنواع السيارات يعتمد على خبرتهن بالقيادة، فمن لديها خبرة سابقة يكون لديها جرأة أكثر في اختيار نوع السيارة، بينما المبتدئة تفضل السيارة التي تدربت عليها بالمرحلة الأولى من تعلمها السياقة. وأعدت الطبيبة هند الشهري إحدى العميلات بأحد معارض السيارات بمدينة الرياض أن أمر قيادة المرأة للسيارة هام جدا، جعل المرأة تعتمد على نفسها بشكل كامل وبصورة أكبر، فهناك الكثير من الطبيبات على سبيل المثال تضطر للتنقل بشكل مستمر وبأوقات مختلفة من اليوم، بحكم طبيعة عملها، في السابق كان ذلك يشكل عائقاً كبيراً لها وأوقات طويلة تهدر بالانتظار وأموالاً طائلة تصرف، ولكن بعد الأمر السامي أصبح يمكنها التنقل بسهولة أكبر والحد من الهدر المالي، مما يسهم في زيادة إنتاجيتها. من جانبها عبرت سيدة الأعمال أمل البرقان الحاصلة على رخصة قيادة مكنتها من امتلاك سيارة خاصة بها بعد صدور الأمر السامي بالسماح لها بقيادة السيارة، عن سعادتها برد فعل المجتمع المتضامن مع المرأة يوم 10 شوال، التي اعدته احتفالاً بها ومعها، الذي امتد إلى العالم. وأفادت البرقان أن هناك الكثير من السيدات بحاجة لقيادة السيارة لتسيير أمور حياتهن، مشيرة إلى أن كل سيدة لها متطلبات خاصة باختيار سيارتها الخاصة، أهمها أن تكون نسبة الأمان فيها مرتفعة، مبينة أن المرأة السعودية تتخرج الآن من مدارس القيادة، وقد حصلت على مستوى عالٍ من التدريب الذي يمكنها من القيادة بشكل صحيح، مثنية على القرار الحكيم بإعطاء فترة كافية تغيرت خلالها الكثير من القوانين ووضعت كثير من القوانين لتحفظ حقوق الجنسين.