سلمان بن محمد العُمري
من هذه البلاد المباركة شع نور الهدى والإيمان، وفي جبال مكة المكرمة نزل القرآن الكريم على نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وفيها بعث نبينا وحبيبنا ومولده ونشأته عليه الصلاة والسلام في مكة المكرمة التي عظمها الله عز وجل؛ ثم المدينة المنورة التي شرفها الله تبارك وتعالى باستقباله وحتى وفاته وضم جسده الطاهر صلى الله عليه وسلم، وهذا شرف عظيم لهذه البلاد المباركة التي اختارها الله عز وجل ليكون الإسلام نابعاً منها «ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم».
وهذا الشرف العظيم لهذه البلاد الغالية المملكة العربية السعودية إلى يوم الدين ففيها قبلة المسلمين، ومنها انطلقت دعوة خاتم الأنبياء والمرسلين، وما زالت هذه البلاد المباركة تفيض بالخير والعطاء فكان في عهد قيادتنا الرشيدة الراشدة أكبر توسعة للحرمين الشريفين وهي توسعة لم يشهد لها التاريخ من قبل مع ما بذل للمشاعر المقدسة، ويضاف لذلك ما تجود به بلادنا من بناء المساجد والمراكز الإسلامية والمعاهد والكليات الإسلامية، وإنشاء مطبعة الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، ودعم وانجاد الدولة العربية والإسلامية والصديقة عند الأزمات والكوارث ومساعدتها في التنمية والنهضة والإعمار مع حرصها على نشر السلام في كل مكان مع ما يضاف لها من جهود في الدعم والمساندة للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وما تقوم به من جهود في سبيل التضامن الإسلامي والدفاع عن قضايا الأمة ونصرتها مادياً ومعنوياً إلا أن هناك فئاماً من الناس لا يعرفون للجميل موضوعاً، ولا يشكرون ولا يقدرون، وليس لديهم ذرة من الوفاء والاعتراف بالفضل، بل تعدو ذلك إلى الجحود والنكران وعدم شكر هذه النعم، وزيادة بالتطاول والإساءة لبلادنا وقيادتها وهي التي لم تقصر مع أشقائها وإخوانها ولم تكتف بأن تعيش في أمن وأمان وطمأنينة، بل أرادت أن يعم الخير للجميع وهي دائماً السند الأول للمسلمين في المصائب والنكبات، وهي أول من يدفع الأذى عنهم حيث بذلت بلادنا ولا تزال الغالي والنفيس بلا منّ ولا أذى ولا قيود ولا شروط؛ وقد كانت فلسطين وقضية فلسطين على رأس الاهتمام وأولوياته، وكانت وما زالت المملكة العربية السعودية هي السند الأول للإخوة الفلسطينيين شعباً وقيادة عوناً ونجدة وإغاثة، وأسهمت في إرساء قضيتها في المحافل ،وتصدت للمؤامرات وعلى كافة الأصعدة. وهؤلاء الناكرون للجميل والجاحدون كما قال أحد كتاب العرب المنصفين يطالبون السعودية بتحرير كل الدول المحتلة ومواجهة كل الغُزاة، وإطعام كل الفقراء، وفتح حدودها لكل الشعوب وهم يخذلونها في أدنى خطواتها.
ويقول أيضاً يريدون من السعودية أن تفتح العالم بالإسلام وتطعم فقراء الكرة الأرضية وتحرر الأقصى وهي بمجرد أن خاضت عاصفة الحزم خذلها أغلب من ينتقدونها.
ستبقى المملكة العربية السعودية رائدة للخير ومنبع الخير وموئل لكل خير فمنذ أن وحدها وجمع شتاتها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - تحت راية التوحيد واستعاد ملك آبائه وأجداده واستمر أبناؤه على ما قامت عليه هذه البلاد ودستورها القرآن الكريم، وتطبق الشرع الحكيم ودعم اخوانهم المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وستستمر بإذن الله تعالى رغماً عن الذين لا يرضيهم ازدهار المملكة ونمائها ورخائها وريادتها للعالمين العربي والإسلامي ومكانتها الدولية سياسياً واقتصادياً، وقبل ذلك دينياً.
إن هؤلاء المرجفين مازالوا يبثون سمومهم من خلال بعض الكتاب الحاقدين والمأجورين ممن لا يريدون خيراً للإسلام والمسلمين، ولا لأنفسهم ولا لأهلهم، وهم لا يسيئون لنا ولن يدركوا ذلك، فهذه البلاد ستقوم بمسؤولياتها في نصرة الإسلام والمسلمين ودعمهم ونجدتهم متى ما تطلب الأمر مهما رمونا بالتقصير تارة، وبالإرهاب تارة، كما رمونا من قبل بالتخلف والرجعية وهم حينما يتطاولون لا يريدون الإساءة لبلادنا فحسب بل قصدوا الإسلام ومنبعه ومشرقه، ومحط آمال المسلمين، ولن تزيدنا إلا قوة ومنعه وثباتاً على الحق، ولن يضرنا أراجيفهم وكذبهم وحقدهم.