حاورها - محمد المرزوقي:
ترى القصيدة شكلاً من أشكال النحت في أودية «عبقر»، فكل فكرة توقظ فيها كتابة نص، معتبرة ما يستحق الكتابة مما آمنت به من أفكار، أرواحاً تخط ميلادها على أوراقها التي ستظل راكضة بين أيدي القراء، حاملة معها ألوان الحياة اليومية، وعزف سيمفونيتها، واصفة كتابة القصيدة بالتكاملية بين تشكيلها البصري، وبين الكلمات، وكلمات (الترقيم)، التي قالت عنها جوهرة يوسف: إنها لغة الاختزال.. واللافتات.. التي تحيل القارئ إلى مضامين النص بمداد يجمع إلى حروفه فضاء الصورة، وروح حضور الكاتبة بوصفها الأنثوي حينًا، وبوصفها الإبداعي حينًا آخر، واصفة الكتابة الإبداعية برياضة العواطف التي لا يحسن الركض في مضمارها سوى كاتب موهوب، وقارئ فطن الحس، حاضر الذائقة، قادر على أن يتنقل في ظلال النصوص، ما بين عنوان وارف وآخر، جاء ذلك في ثنايا حديثها لـ»المجلة الثقافية» التي تضمنها هذا الحوار.
* وظفت التشكيل «البصري» في كتابة نصوصك، فبم تصفين اهتمامك به كتكوين شكلي من جانب، وكإضافة للمضمون من جانب آخر؟
روحي حرة تحب الانطلاق، وهذا ما يجعلني أرسم قصيدة من الحياة والروح، أجمع فيها اللون والحرف والعزف لتتوازن معي.
* مما وظفته في نصوصك «علامات الترقيم» إلا أنها لغة استسهال لدى شريحة من الكتّاب، فما تعليقك تجاه وعي الكاتبة والكاتب بهذا البعد من اللغة؟
علامات الترقيم تنظيم حسي لحركة الشعر، وهي تنبيه، كما أنها لافتات مباشرة وغير مباشرة، تحتاجها الكلمة لتفتعل معاني حسية تشوقها رغباتي.
* في نص (فتنة الضجر) و(أول الجواري) مفردات باللغة الإنجليزية، فهل كانت إشارة إلى الإنجليزية بوصفها رافدًا من روافد ثقافتك؟
الإنجليزية ما زالت درجتي فيها جيدة، وبعض الاستعارات تكون لها حياة أثناء كتابة النص، فأنا أحب أن أبعث الروح في ما يرغب به نصي من أشياء أنعشت الروح داخلي كشكر لها.
* «تلويحة ميلادي» أحد عناوين نصوص المجموعة، فبم تصفين ميلاد تجربتك الأولى في النشر؟
الشعر ما يجعل مشاعرنا تتحرك، فهو يلمسها ويجعلنا أثناء القراءة نحب، وحتى نحب الكاتب الذي كتب ما استحضر مشاعرنا (جني المشاعر)، الشعر مشاعر واستشعار لمشاعر، لهذا أصف تجربتي بأنها ناجحة إلى حد الرضا النفسي كتجربة أولى، ونصيحتي جني المشاعر الذي يزورك في بعض القراءات تأمله لتتصادق مع مشاعرك فعمله يصلح بينك وبين مشاعرك.
* ظلت حواء (الكاتبة) هنا، بينما ظل آدام (المخاطب) هناك عبر نصوص المجموعة، فبم تصفين هذه المفارقة العاطفية؟
لأنها لغة الروح، لغة كياني كأنثى، ولغة حرفي، وهي فطنة توظيف اللغة اليومية، هي التوقعات والآمال داخل خطابي الشعري وتحويلها من باطني العميق لظاهر خفي داخل القصيدة، وبين الحاضر والغائب يتلون الواقع والخيال.
* نهايات «ساخرة» لعدد من النصوص، كأفكاري يلتهمها فار أبيض مثلك؛ أضعك في جدول الضرب بلا دراسة؛ في رأسي مجهول مجسد على شكل صداع! أضغاث ليلى، فبم تعلقين على هذه النهايات؟
لأني أخاف النهايات الحزينة والمتوقعة في النص، لأكون حرة كما أريد أن أكون خارجه، ولأن نصي معطاء يستحق مني تعويض أتركه بابتسامة.
* هل ترين النص الذي كتبه خرج من قلبك أم كتبته ليدخل إلى قلبك مرة أخرى؟
هو لا يخرج، هو يمارس رياضة العواطف فقط!
* أيهما يقلقك بشكل أكبر نهايات النصوص، أم عناوينها؟
نهايات نصوصي تقلقني بشكل أكبر، أما العناوين فمركازها القلوب النابضة بالنصوص.
* ما الذي يشغل أفكارك بعد «أسرار مجعدة»؟
أخواتها.