إبراهيم الدهيش
- إذا ما تجاوزنا (خمسة) روسيا واعتبرناها جزءا من الماضي فقدكان بالإمكان أفضل مما كان أمام الأوروغواي، وكان من الإنصاف أن نخرج بالتعادل على أقل تقدير وأمام المنتخب المصري كان نجومنا في يومهم، فكانت المحصلة هدفين ولا أروع بعد أن قدم صقورنا صورة مشرفة لكرة القدم الحقيقية.
- وما بين الخسارة من روسيا والفوز على مصر تغيرت كثيرا من القناعات وتبدلت العديد من الاطروحات الإعلامية واختلف التعاطي مع المنتخب ونجومه! بصور تثير السخرية حد الألم مصدرها مع الأسف بعض إعلامنا الرياضي وبالتحديد بعض - وأقول بعض - المحسوبين عليه ممن صنفوا أنفسهم -ولم يصنفهم أحد- نقادا ومحللين حين تعاملوا مع المنتخب ثانيا والنادي المفضل أولا، عندما نعتوا المنتخب بعد مباراة روسيا بمنتخب الهلال هكذا دونما حياء من وطن ناهيك عن كوم من الإساءات طالت (الأخضر) واليابس وكل ما له علاقة بمنتخب الوطن وفي استدارة أفعوانية عبثية وبزاوية (360) درجة وبعد فوزه على مصر وصفوه بالمنتخب الوطني ونجومه بالكبار وأداؤه بالمبهر!! وأقسى من ذلك - وهذا ما كنت أخشاه - أن هناك من (اياهم) من قيم عمل رئيس الهيئة العامة للرياضة من خلال نتيجة تلك المباراة ان (تغريدا) أو تصريحا أو تلميحا متناسين ما قدمه لرياضة الوطن وما أحدثه من حراك إيجابي وفق توجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين من أجل إنجاح المشروع الوطني الرياضي الشبابي الذي يهدف إلى تأسيس منظومة رياضية متكاملة متمكنة راسخة قادرة على بعث رياضة وطنية أكثر تطورية وحداثة، يؤمن القائمون عليها بأن الرياضة أصبحت صناعة وحرفة واستثمارا وليست مجرد تسلية وملأ فراغ وهواية وبأنها جزء من يوميات شباب هذه البلاد الذين يشكلون 70% من الشعب السعودي.
- بقي أن أقول: من المناسب بل من الضروري خاصة ونحن على موعد مع استحقاق آسيوي في (يناير المقبل) أن يكون العنوان الأبرز لمرحلة ما بعد كأس العالم إعادة قراءة واقعنا بكل تجرد وصدق مع النفس بأساليب علمية عملية بعيدا عن أساليب جلد الذات مراجعة ومحاسبة وتصحيحا وفق معطيات المشاركة العالمية باعتبار أن خروجنا من دور المجموعات لم يكن مفاجئا بل أستطيع أن أقول عنه إنه خروج طبيعي قياسا بأدواتنا وخاصة (العناصرية) وأن تحقيق ما هو أبعد من ذلك كان في الأصل مجرد أمنيات وأن نعترف بأخطائنا وبأن ما حصل هو مسؤولية الجميع دونما استثناء!
- وفي النهاية يظل الأجمل في فوز الأخضر على مصر أننا رددنا من الملعب على كل ناعق وحاقد ومستأجر وأسكتنا (نهيق) تلك الأصوات النشاز. حمى الله بلادنا وقادتنا وعلماءنا ودعاتنا ونصر الله جنودنا المرابطين وأيدهم بنصره المبين.. وسلامتكم.