د. خالد عبدالله الخميس
هل سمعت عن شيخ الذرة السعودي أو شيخ الرياضيات المصري أو شيخ الفلك العربي.
إن مشيخة كثير من المشاهير لم ينصبها جوائزهم العلمية العالمية بقدر ما نصبها مواقع التواصل الاجتماعي كالفيس والتويتر، وحيث إن تلك المواقع تتيح فرصة لتكوين أتباع ومتبوعين فهي مناخ قابل لأن يعشعش فيه أبطال وهميون لا يصنعهم إنتاجهم العلمي العالمي بقدر ما يصنعها تطبيل من حولهم من التابعين.
إن الحديث عندما يكون منصبا على قضايا علمية كالذر والفلك أو علاج السكري والسرطان أو العلاج الطبيعي أو النفسي فأنت تتحدث عن ظواهر علمية تناولها كل علماء الأرض من الصين شرقا وحتى أمريكا غرباً، ولكي تحكم عن مدى عالمية أي عالم فإن المعيار فيه هو مدى حصوله على الجوائز العالمية، وبحسب قوائم الجوائز العلمية العالمية فما زال الغرب هم المتربعين على عرش العلم وما زال العرب في ذيل القائمة.
لذا، ليتنا نتخفف كعرب من مقولة: هذا المفكر هو قامة عظيمة لا يشق له غبار، وهذا الدكتور الآخر هو المرجع الأوحد في تخصصه، وليتنا نتعقل من إعجابنا بالرؤوس العلمية العربية ونضع حدًّا وميزانًا عادلاً في مدحنا وذمنا، وليتنا نتوسع في متابعة ما استجد من معرفة عبر الأيقونات العالمية ولا نسجن عقولنا بمتابعة الأيقونات العربية. وفوق هذا وذلك فالعلم سيواصل تطوره وتقدمه من دون استعطاف عالمٍ ما مهما بلغ صيته، كون العلم هو نتاج لتراكمات لأبحاث جمعية وليس لنبوغ فرد بعينه.