فهد بن جليد
هناك ثلاثة معايير -خلاف السعر- تحدد سبب اختيار السائح الأوروبي للفندق الذي سيُقيم فيه أثناء السفر، المعيار الأول هو وجبة الأفطار وهل هي ضمن السعر؟ المعيار الثاني خدمة الواي فاي المجانية، والمعيار الثالث يختلف بحسب جنس السائح، فالمرأة تهتم بقرب الفندق من الشاطئ ومعالم المدينة وإطلالته، ومدى توفر مُجفف الشعر. والرجال يتساءلون عادة عن مراكز الترفيه والسهر في الفندق، وعن شروط استخدام النادي الصحي. وهذا يعطي انطباعاً حول الهدف من الرحلة وقضاء العطلة، وحتى تعرف اهتماماتك اسأل نفسك ما الذي يُحدد اختيارك للبلد الذي تنوي زيارته؟ والفندق الذي تختار الإقامة فيه هذا الصيف؟.
ما أخشاه أنَّنا لا نملك إجابة شافية، وكأنَّنا نختار وجهات سياحية لنسافر إليها مثل الآخرين فقط، بعيداً عن أهمية رأي وانطباع الزائرين السابقين، وتجارب الأصدقاء.. إلخ، جرِّب أن تُسافر وتختار وجهتك من أجل نفسك فقط، وفق احتياجك ومُتطلباتك ورغباتك الشخصية أو العائلية، بعيداً عن نشر حياتك السياحية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لأنَّك حينها ستفقد المتعة، وستهتم بخلق صورة مُدهشة لما يراه ويُشاهده أصدقاؤك، لا ما ستعيشه أنت بالفعل، وستؤثر لاحقاً على قرار سائح آخر أو عائلة أخرى، سيبحثون عن المتعة التي صورتها لهم، وقد لا يجدونها لأنك لم تعشها أصلاً، وهذه ضريبة موضة السفر من أجل أن نُشبه الآخرين.
هذا الأسبوع نشرت مُعظم الصحف والمواقع الخليجية الإخبارية تقريراً فصَّل خيارات المُسافرين من منطقتنا، وكانت النتائج صادمة مع ظهور اهتمامات جديدة للسياح الخليجيين الشباب من الجنسين، لناحية تأثير المأكولات والأطعمة والأطباق الشهيرة على وجهة وقرار السفر، فالتسوق والمعالم السياحية والتراثية والأنشطة .. إلخ من أسباب السفر المعروفة، تراجعات في سلم أولويات وخيارات السائح الخليجي لصالح ما توفره لهم الوجهات السياحية من مطاعم لتوثيق تجربة تصوير الطعام عبر وسائل التواصل ومشاركة المُتابعين، حُمَّى وسائل التواصل الاجتماعي عند المُشاركين في الاستبيان ظهرت من خلال تفضيل تصوير الأطباق على تصوير الرفقاء والأصدقاء في السفر، وهذا خلل في المفهوم السليم والغاية الصحيحة من السفر للترويح عن النفس، فالفرق واضح بين من يُمسِّك الورد ليُصوِّره، ومن يشمّه ويستنشقه ليستمتع برائحته.
وعلى دروب الخير نلتقي.